نقلت وكالة الأنباء السورية “سانا”، الأحد، عن مصدر أمني قوله إن قوات الأمن الداخلي التابعة للحكومة السورية تمكنت من استعادة السيطرة على مناطق عدّة في ريف السويداء، وذلك عقب هجوم شنته من سمتهم السلطات السورية “مجموعات خارجة على القانون”.
وقال المصدر الأمني إنه جرى تأمين المنطقة من قِبل قوات الأمن الداخلي ووقف الاشتباكات حفاظاً على استمرار اتفاق وقف إطلاق النار.
وكانت منصة “السويداء 24” المحلية، ذكرت أن فصائل درزية تُعرف محلياً باسم “المقاومة الشعبية”، سيطرت على منطقة تل الحديد على بعد أقل من 8 كيلو مترات غرب مدينة السويداء، قبل أن تنسحب استجابة للأطراف الضامنة.
وأبرمت السلطات السورية، الشهر الماضي، اتفاقاً متعدد المراحل مع مجموعات مسلحة في السويداء، لوقف إطلاق النار، في أعقاب اشتباكات دموية شهدتها المحافظة، بين مجموعات قبلية وأخرى درزية.
خرق وقف إطلاق النار
وكانت وزارة الداخلية السورية، اتهمت في وقت سابق الأحد، من وصفتهم بـ”مجموعات خارجة على القانون”، في محافظة السويداء بخرق اتفاق وقف إطلاق النار عبر شنّ هجمات استهدفت القوات الحكومية في عدد من القرى.
وقالت في بيان إن ما وصفتهم بـ “العصابات المتمردة في محافظة السويداء تواصل خرق اتفاق وقف إطلاق النار من خلال شنّ هجمات على قوات الأمن الداخلي في عدة محاور، إلى جانب قصف بعض القرى بالصواريخ وقذائف الهاون، ما أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من عناصر الأمن”، حسبما أوردت “سانا”.
وأوضحت الوزارة أن “الدولة السورية ومنذ بدء اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء، لم تدّخر جهداً لتثبيت هذا الاتفاق، حرصاً منها على إعادة الاستقرار إلى أرجاء المحافظة، حيث عملت بكل مفاصلها العسكرية والأمنية والمدنية والخدمية على تأمين حياة المدنيين، والتمهيد لعودة الخدمات ومظاهر الحياة تدريجياً”.
واعتبرت أن “هذه الجهود اصطدمت باستمرار حملات التجييش الإعلامي والطائفي التي تقودها العصابات المتمردة، والتي مع فشلها في إفشال جهود الدولة، لجأت إلى الخروقات المتكررة للاتفاق واعتداءات تستهدف الأمن والاستقرار”، وفق البيان.
وأكدت وزارة الداخلية في ختام بيانها أنها “ستواصل أداء واجبها الوطني والإنساني في السويداء، واضعةً أمن المواطنين واستقرارهم في صدارة أولوياتها، ومستمرةً في حماية السكان وتأمين قوافل الإغاثة والمساعدات لهم”.
وأكدت مصادر محلية، وقوع اشتباكات متقطعة في قرى “ذيبين”، و”الثعلة”، و”تل الحديد”.
وأفادت شبكة “السويداء 24” المحلية، بسماع أصوات إطلاق نار وانفجارات في أرجاء السويداء، نتيجة “اعتداء بالقذائف والأسلحة الثقيلة” على محور بلدة “الثعلة”، شنته “مجموعات مسلحة من مناطق خاضعة لسيطرة قوات الحكومة الانتقالية”، مشيرة إلى أن “الفصائل المحلية تصدت للهجوم”.
التحقيق في أحداث السويداء
وكانت وزارة العدل السورية أعلنت تشكيل لجنة تحقيق بشأن أحداث السويداء الأخيرة، بعدما أعلنت وزارتا الدفاع والداخلية قبل أسبوع تشكيل لجنتي تحقيق أيضاً بشأن ما جرى وصفه بـ”الجرائم والانتهاكات” التي وقعت في المحافظة الواقعة جنوبي سوريا.
وشهدت محافظة السويداء، مواجهات دامية، إثر تدخل القوات الحكومية لفض اشتباك وقع بين فصائل بدوية وفصائل درزية، إلا أن الأمور خرجت عن السيطرة ولا سيما بعد تدخل عشرات آلاف المقاتلين من العشائر العربية الموالية لدمشق والتوجه نحو السويداء، وانتشرت الكثير من مقاطع الفيديو التي توثق انتهاكات بحق الدروز، ما دفع 3 وزارات هي الدفاع والداخلية والعدل إلى الإعلان عن تشكيل لجان تحقيق وملاحقة المتورطين.
وكانت وزارة الداخلية السورية، أعربت في 22 يوليو الماضي، عن إدانة مقاطع الفيديو المتداولة التي تظهر تنفيذ إعدامات ميدانية “على يد “مجهولي الهوية” في مدينة السويداء، مؤكدة في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، أن “هذه الأفعال تُمثّل جرائم خطيرة يعاقب عليها القانون بأشد العقوبات”.
وأعلنت الرئاسة السورية، في بيان، “وقفاً شاملاً وفورياً لإطلاق النار”، ودعت جميع الأطراف، دون استثناء، إلى “الالتزام الكامل بهذا القرار، ووقف كافة الأعمال القتالية فوراً في جميع المناطق، وضمان حماية المدنيين وتأمين وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق”.