أعربت روسيا، الأربعاء، عن قلقها إزاء التهديد الأميركي بشن ضربات جديدة على المنشآت النووية الإيرانية، مؤكدةً إمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن برنامج طهران النووي من خلال الحوار، وذلك بعدما هدد الرئيس دونالد ترمب طهران بـ”هجمات جديدة محتملة”.
وقصفت إسرائيل والولايات المتحدة مواقع نووية إيرانية في يونيو الماضي، وذلك، خلال حرب جوية مع إسرائيل استمرت 12 يوماً.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، للصحافيين: “إن التهديدات المتكررة لإيران بشن ضربات صاروخية وقنابل جديدة على منشآتها النووية لا بد أن تثير قلقاً بالغاً. ومما يزيد من سخرية هذه التصريحات أنها تُطلق تحت ستار قلق وهمي بشأن منع انتشار الأسلحة النووية”.
وأضافت: “لا ينبغي أن يصبح قصف المنشآت النووية ممارسة دولية شائعة وروتينية. لا يمكن تجاهل المخاطر الكارثية المرتبطة بذلك، ناهيك عن تبريرها”.
ووطدت روسيا علاقاتها مع إيران منذ بدء حربها في أوكرانيا، ووقعت هذا العام معاهدة شراكة استراتيجية مع طهران.
وقالت زاخاروفا إن التوصل إلى تسوية سلمية مستدامة ووعد بعدم شن ضربات جديدة على إيران شرطان أساسيان لتطبيع التعاون بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ترمب يجدد تهديده
وجاءت تعليقات موسكو بعدما جدد ترمب، الاثنين، تهديداته بشن هجمات أميركية على المنشآت النووية الإيرانية إذا حاولت طهران إعادة تشغيل المنشآت التي قصفتها الولايات المتحدة.
وأصدر ترمب هذا التهديد خلال محادثاته مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في منتجع تيرنبيري للجولف على الساحل الغربي لاسكتلندا.
وتصر إيران، التي تنفي سعيها لتطوير سلاح نووي، على أنها لن تتخلى عن تخصيب اليورانيوم محلياً رغم قصف ثلاثة مواقع نووية.
وصرح ترمب للصحافيين بأن إيران ترسل “إشارات سيئة” وأن أي محاولة لإعادة تشغيل برنامجها النووي ستُسحق على الفور. وقال: “لقد قضينا على قدراتهم النووية. يمكنهم البدء من جديد. إذا فعلوا ذلك، فسنقضي عليهم أسرع مما تتخيلون”.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الاثنين، إن طهران “تُدرك تماماً تأثير العدوان الأميركي الإسرائيلي على الجانبين”، وحذر من أن أي تكرار لمثل هذه الأعمال سيؤدي إلى رد حاسم.
وكتب عراقجي على منصة إكس: “إذا تكرر العدوان، فلن نتردد في الردّ بحزمٍ أكبر وبطريقةٍ يستحيل التستر عليها”.
مساعي دبلوماسية
وأجرت إيران والترويكا الأوروبية (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) محادثات في إسطنبول الأسبوع الماضي، قالت الخارجية الإيرانية إنها كانت “جادة وصريحة ومفصلة”.
وقال نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب آبادي: “طهران ناقشت مع دول الترويكا آخر التطورات المتعلقة برفع العقوبات المفروضة على إيران والملف النووي”.
وتابع غريب آبادي: “انتقدنا بشدة مواقفهم تجاه الحرب العدوانية الأخيرة على شعبنا (الضربات الإسرائيلية والأميركية على إيران)، وأوضحنا مواقفنا المبدئية، بما في ذلك ما يسمى بآلية الزناد”، لافتاً إلى أن الجانبين بحثا خلال لقاء إسطنبول “أفكاراً محددة من جوانبها المختلفة”.
وقال دبلوماسيون غربيون لصحيفة “فاينانشيال تايمز”، إن الدول الأوروبية مستعدة لعرض تأجيل الموعد النهائي المرتقب لإعادة فرض العقوبات الدولية على إيران، في حال وافقت الأخيرة على مجموعة من الشروط، من بينها استئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة، والتعاون مع مفتشي الأمم المتحدة المعنيين بالبرنامج النووي.
ويتعيّن على الدول الأوروبية الثلاث، الموقعة على الاتفاق النووي المُبرم في عام 2015 والذي انهار بعد انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب من جانب واحد خلال فترة ولايته الأولى، أن تقرر ما إذا كانت ستفعّل آلية “سناب باك”.