شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، على أن موسكو ستحقق أهدافها من عملية أوكرانيا العسكرية «بكل تأكيد»، بما في ذلك السيطرة على أراض تعدّها تابعة لها، في ظل المساعي الدبلوماسية الدولية لإنهاء الحرب.
وقال بوتين في أثناء اجتماع مع مسؤولي وزارة الدفاع في موسكو، إن «أهداف العملية العسكرية الخاصة ستتحقق بكل تأكيد»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».
وأضاف: «نفضّل القيام بذلك واجتثاث الأسباب الرئيسية للنزاع بالسبل الدبلوماسية»، متعهداً السيطرة على أراض تصرُّ موسكو على أنها ضمّتها «بالوسائل العسكرية» إذا «رفضت الدولة المعادية ورعاتها الأجانب الانخراط في مباحثات موضوعية».
ووصف بوتين بعض الدعوات في الغرب للاستعداد لحرب كبرى مع روسيا بـ«هيستيريا» و«أكذوبة»، مؤكداً أنه إذا تخلت أوكرانيا والغرب عن محادثات السلام، فإن روسيا ستستولي على الأراضي التي تطالب بها في أوكرانيا بالوسائل العسكرية.

«تولّي زمام المبادرة»
وقال بوتين إن «الجيش الروسي قد تولى زمام المبادرة الاستراتيجية ويحافظ عليها بقوة على طول خط الجبهة»، وحذّر من أن موسكو ستسعى لتوسيع «المنطقة الأمنية العازلة» على طول الحدود الروسية.
وتابع: «قواتنا مختلفة الآن، فهي متمرسة في القتال، ولا يوجد جيش آخر في العالم يضاهيها»، حسبما أفادت وكالة «أسوشييتد برس».
وأشاد بوتين بالقوة العسكرية الروسية المتنامية، وأشار بشكل خاص إلى تحديث ترسانتها النووية، بما في ذلك صاروخ «أوريشنيك» الباليستي الجديد متوسط المدى القادر على حمل رؤوس نووية، والذي قال إنه سيدخل الخدمة القتالية رسمياً هذا الشهر.
وكانت روسيا قد اختبرت أول نسخة تقليدية من صاروخ «أوريشنيك» لضرب مصنع أوكراني في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، وقد تفاخر بوتين باستحالة اعتراض هذا الصاروخ.
وتأتي تصريحات بوتين في أعقاب عدة جولات من المحادثات، هذا الأسبوع، بين مسؤولين أوكرانيين وأميركيين وأوروبيين حول خطة سلام صاغتها الولايات المتحدة.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعد لقائه مع مبعوثين أميركيين في برلين، إن الوثيقة قد تُنجز في غضون أيام، وبعدها سيقدّمها المبعوثون الأميركيون إلى الكرملين.
وبدأ الرئيس الأميركي دونالد ترمب حملة دبلوماسية واسعة النطاق لإنهاء ما يقرب من أربع سنوات من القتال الذي أعقب الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، إلا أن جهود واشنطن اصطدمت بمطالب متضاربة بشدة من جانب موسكو وكييف.
وتعتبر أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون تصرفات روسيا انتهاكاً لسيادة كييف وعدواناً غير مبرر.
خطة سلام «قابلة جداً للتطبيق»
يريد بوتين الاعتراف بجميع المناطق التي سيطرت عليها قواته في أربع مناطق رئيسية، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضُمت من طرف واحد في عام 2014 كأراضٍ روسية. كما طالب أوكرانيا بالانسحاب من بعض المناطق في شرق أوكرانيا التي لم تسيطر عليها القوات الروسية بعد.
ويُصر الكرملين أيضاً على أن تتخلى أوكرانيا عن مسعاها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، محذراً من أنه لن يقبل بنشر أي قوات من دول الحلف، وسيعدّها «هدفاً مشروعاً».
وأبدى زيلينسكي استعداده للتخلي عن مساعي أوكرانيا للانضمام إلى حلف الناتو إذا قدّمت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى لكييف ضمانات أمنية مماثلة لتلك المقدمة لأعضاء الحلف. إلا أن أوكرانيا لا تزال تُفضل عضوية الناتو باعتبارها أفضل ضمانة أمنية لمنع المزيد من العدوان الروسي.
وفي الوقت نفسه، رفض زيلينسكي مطالب موسكو بسحب قواتها من مناطق أخرى لم تتمكن روسيا من الاستيلاء عليها بالقوة.
ووصف الزعيم الأوكراني مسودة خطة السلام التي نوقشت مع الولايات المتحدة خلال محادثات برلين، الاثنين، بأنها «ليست مثالية»، ولكنها «قابلة جداً للتطبيق»، مشيراً إلى أن كييف وحلفاءها كانوا قريبين جداً من التوصل إلى اتفاق بشأن «ضمانات أمنية قوية»، لكنه أكد أيضاً أن القضية الرئيسية المتعلقة بالسيطرة على الأراضي لا تزال عالقة.

