تجرى الانتخابات التنزانية، الأربعاء، في تصويت من المتوقع على نطاق واسع أن يحقق للرئيسة الحالية سامية سولوهو حسن، فوزاً ساحقاً، بعد استبعاد منافسيها الرئيسيين من الاقتراع، حسبما أفادت به “بلومبرغ”.
وفي حين أن حوالي 37.6 مليون شخص مسجلون للتصويت، يتوقع بعض المحللين إقبالاً ضعيفاً، ودفعت دعوة أحد نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي للاحتجاج يوم الانتخابات السلطات إلى إرسال الشرطة في عربات مدرعة إلى الشوارع في استعراض للقوة قد يُثني بعض الناخبين الخائفين.
وتنتشر لوحات الإعلانات الانتخابية لسامية، البالغة من العمر 65 عاماً، في شوارع دار السلام، المركز التجاري، وغيرها من المدن الرئيسية، في حين لا تظهر أي لوحات لمرشحي المعارضة، ما يُظهر الطبيعة غير المتوازنة للانتخابات واحتمال تمديد الحزب الحاكم قبضته على السلطة التي استمرت قرابة 5 عقود بحسب “بلومبرغ”.
وإذا تم تنصيبها لولاية ثانية، فمن المرجح أن تشرف أول زعيمة في تنزانيا على إطلاق منشأة للغاز الطبيعي المسال بقيمة 42 مليار دولار، والتي طال انتظارها، مع شركات “شل”، و”إكوينور”، و”إكسون موبيل”.
ويُعتبر التنافس في هذه الدولة الواقعة في شرق إفريقيا سباقاً فردياً، حيث يتنافس حزب “تشاما تشا مابيندوزي” الحاكم بزعامة سامية، وهو حزب سياسي عملاق يتمتع بميزانية ضخمة، مع 16 حزباً صغيراً نسبياً.
ويُسجن منافس حسن الرئيسي، توندو ليسو، المثير للجدل، منذ أبريل الماضي، بتهمة “الخيانة” بعد دعوته إلى إصلاح ديمقراطي، إذ يريد ليسو، الذي ترشح للرئاسة في عام 2020، دستوراً جديداً، لتقليص الصلاحيات الرئاسية وإنشاء هيئة انتخابية مستقلة.
ومُنع حزب “تشاديما” الذي ينتمي إليه من التصويت، وجُمدت حساباته المصرفية، وعلقت محكمة أنشطته السياسية.
وبموجب الميثاق الحالي، تٌعين سامية حسن جميع كبار أعضاء اللجنة الانتخابية، التي يكون قرارها بشأن النتائج الرئاسية نهائياً، ولا يمكن الطعن فيه أمام المحكمة، كما تم استبعاد المرشح الرئاسي عن ثاني أكبر حزب معارض، حزب ACT-Wazalendo، والذي كان من الممكن أن يشكل تحدياً كبيراً للرئيسة، من الاقتراع.
ويُحاكي تصويت تنزانيا انتخابات أخرى في القارة حيث كانت نتائجها محسومة سلفاً، في الكاميرون، سيتولى بول بيا، الحاكم الأكبر سناً في العالم، فترة رئاسية سادسة بعد إعلان فوزه في انتخابات شابتها مخالفات. كما فاز زعيم كوت ديفوار الثمانيني الحسن واتارا بولاية رابعة بعد تصويت استبعد منافسيه الرئيسيين.
قبضة حديدية
ويتهم منتقدو الرئيسة التنزانية التي تولت السلطة بعد وفاة الرجل القوي جون ماجوفولي في مارس 2021، بالقسوة مع المعارضين بعد وعود أولية بالإصلاح والمصالحة السياسية.
وأُلقي القبض على نائب زعيم حزب “تشاديما” المعارض، جون هيشي، قبل أيام قليلة من الانتخابات، بينما اعتقلت الشرطة منتقدي الحكومة.
وقالت بريندا روبيا، المتحدثة باسم حزب “تشاديما”: “تفتقر هذه الانتخابات إلى الشرعية كعملية ديمقراطية، لأن مرشحي المعارضة الرئيسيين مُستبعدون من التصويت”.
وحذرت منظمة العفو الدولية، في وقت سابق من هذا الشهر، من أن السلطات التنزانية كثّفت القمع لإسكات المعارضة قبل الانتخابات.
ووفقاً لتقريرها المعنون “بلا معارضة، بلا رادع، بلا عدالة”، وثّقت المنظمة ما قالت إنها انتهاكات واسعة النطاق ومنهجية خلال الفترة بين يناير 2024 وأكتوبر 2025،، بما في ذلك حالات اختفاء قسري، واعتقالات تعسفية، وتعذيب، وقتل غير قانوني، وقيود صارمة على حريات التنقل والتعبير والتجمع السلمي.
ومن بين أحدث المختفين همفري بوليبول، وهو مسؤول كبير سابق في الحزب الحاكم ودبلوماسي، اختُطف في وقت سابق من هذا الشهر بعد هجوم لاذع على قيادة سامية حسن، ووصف الانتخابات بأنها خدعة.
وأعربت تنزانيا عن “قلقها العميق” إزاء تقرير منظمة العفو الدولية، مؤكدةً التزامها بحماية حقوق الإنسان وحرية التعبير والتجمع السلمي والوصول إلى المعلومات.
وأعلنت وزارة الإعلام في بيان لها الأسبوع الماضي أن “أي حادثة يتم الإبلاغ عنها تخضع لتحقيق شامل ومساءلة قانونية”.
وأضافت: “يظل القضاء مستقلاً، ويحق لجميع الأشخاص الحصول على ضمانات محاكمة عادلة بموجب القانونين المحلي والدولي”.

