قال المتحدث باسم تنسيقية النازحين واللاجئين في دارفور آدم رجال، الجمعة، إن آلاف النازحين من مدينة الفاشر، يعيشون أوضاعاً “كارثية” في منطقة طويلة بجبل مرة، فيما قالت المفوضية العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إن عدد الضحايا في الفاشر كان بالمئات من المدنيين والمحتجزين أثناء هجوم قوات الدعم السريع على المدينة.
وسقطت عاصمة ولاية شمال دارفور، التي كانت آخر معقل كبير للجيش السوداني في إقليم دارفور بغرب السودان، في يد قوات الدعم السريع الأحد، لينتهي حصار استمر 18 شهراً.
وأضاف المتحدث باسم تنسيقية النازحين في دارفور لـ”الشرق”، أن المساعدات الدولية لم تصل بعد إلى منطقة طويلة، بعد سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر، فيما يعاني مستشفى المنطقة من نقص حاد في الأدوية وسط ضغط متزايد من النازحين.
وأضاف أن المنطقة تواجه أيضاً نقصاً في الغذاء ومياه الشرب بسبب الكثافة الكبيرة للنازحين، مشيراً إلى أن العديد من النازحين الفارين تعرضوا لـ”انتهاكات جسيمة” أثناء الطريق، بينما قُتل بعضهم برصاص قوات الدعم السريع خلال محاولتهم الفرار إلى منطقة طويلة.
ورفضت قوات الدعم السريع اتهامات سابقة بارتكابها انتهاكات، ووجهت اتهامات مضادة للجيش السوداني.
بدوره، قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في السودان، إن الوضع في مدينة الفاشر بالسودان يزداد سوءاً، مع ورود تقارير عن فظائع تُرتكب ضد المدنيين.
وتشير مصادر محلية إلى أن آلاف الأشخاص، من بينهم كبار السن وذوو الإعاقة والجرحى، ما زالوا عالقين وغير قادرين على الفرار.
شهادات حول فظائع في الفاشر
وفي السياق، قالت المفوضية العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الجمعة، إن المئات من المدنيين العزل في السودان ربما يكونون قد قتلوا خلال سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر منذ فترة طويلة.
وأضاف المتحدث باسم مكتب المفوضية، سيف ماجانجو، في إفادة صحافية بجنيف، الجمعة: “نقدر أن عدد الضحايا كان بالمئات من المدنيين والمحتجزين أثناء هجوم الدعم السريع على المدينة وطرق الخروج منها، وكذلك في الأيام التي تلت السيطرة عليها”.
وتحدث عن شهادات عن عمليات إعدام دون محاكمة وقتل جماعي.
وذكر المتحدث أن عشرات الآلاف من الأشخاص فروا من المدينة وسط الاضطرابات، وأن بعض الشهادات حول الفظائع التي ارتُكبت في الفاشر جاءت من ناجين اضطروا للسير على الأقدام لمدة 3 أو 4 أيام إلى بلدة طويلة بجبل مرة.
وأشار إلى أن المكتب تلقى شهادات من عاملين في مجال الإغاثة تفيد بأن 25 امرأة على الأقل تعرضن للاغتصاب الجماعي عندما دخل عناصر من قوات الدعم السريع إلى مأوى للنازحين بالقرب من الجامعة هناك.
وقال للصحافيين: “يؤكد الشهود أن أفراداً من قوات الدعم السريع اختاروا نساء وفتيات واغتصبوهن تحت تهديد السلاح، مما أجبر بقية النازحين، وهم حوالي مئة أسرة، على مغادرة المكان وسط إطلاق النار وترهيب للسكان الأكبر سنا”.
حميدتي: سنحاسب المتجاوزين
كان قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) أعلن “تشكيل لجنة تحقيق في تجاوزات حصلت في الفاشر”، بحسب تعبيره، متعهداً بمحاسبة “أي جندي أو ضابط ارتكب أي جرم أو تجاوز حدوده في الفاشر”.
وقال “حميدتي”، الأربعاء، إن معركة الفاشر فُرضت على قواته ولم يكن أمامها خيار سوى القتال.
وأضاف، في كلمة مصورة، أن “تحرير الفاشر أصبح جزءا من معركة وحدة السودان سلماً أو حرباً”، معلناً تشكيل لجنة تحقيق في “تجاوزات” حدثت من جانب قواته في المدينة الواقعة بإقليم دارفور ومحاسبة أي جندي أو ضابط “ارتكب أي جرم أو تجاوز حدوده”.
وقال قائد الدعم السريع إنه سيتم السماح فوراً بحرية حركة المدنيين دون عوائق في الفاشر، داعياً جميع المنظمات الإنسانية إلى التدخل العاجل لإغاثة السكان. وأكد حميدتي أن قواته مع السلام “لكن الدفاع عن النفس أمر واجب”.

