بعد اغتيال إسرائيل لعدد من أبرز القادة الإيرانيين في الضربات التي استهدفت إيران، الجمعة، على غرار رئيس أركان الجيش محمد باقري، وقائد “الحرس الثوري” حسين سلامي، وقائد مقر “خاتم الأنبياء” غلام علي رشيد، لا يزال مصير قائد “فيلق القدس” إسماعيل قاآني غامضاً، فبينما تُشير أنباء إلى أنه لا يزال على قيد الحياة، ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية أنه تم اغتياله أيضاً.
ويُعد العميد قاآني أحد أبرز القادة العسكريين في إيران، وكان قد عيّنه المرشد الإيراني علي خامنئي في يناير 2020 قائداً لـ”فيلق القدس” التابع للحرس الثوري، بعد ساعات فقط من اغتيال الولايات المتحدة لسلفه قاسم سليماني بضربة جوية في بغداد.
وعندما تولى منصبه، تعهد قاآني بـ”طرد القوات الأميركية من الشرق الأوسط”، ثأراً لاغتيال سليماني.
وولد قاآني (67 عاماً) في مدينة مشهد، عاصمة محافظة خراسان التي يتحدر منها المرشد علي خامنئي. وانضم إلى الحرس الثوري عام 1979، وتلقى تدريبه العسكري في في معسكر سعد آباد بالعاصمة طهران، والذي يُعرف الآن بمعسكر “الإمام علي”، قبل أن يشارك بعد عام في عمليات ضد الجماعات الكردية المعارضة غرب البلاد.
ولا تتوفر معلومات تُذكر عن الحياة الشخصية والعائلية لقاآني، كما لم تُنشر أي صور لأفراد عائلته.
مناصب عسكرية
على مدى سنوات الحرب الإيرانية-العراقية التي بدأت عام 1980، تنقل قاآني من منصب إلى آخر في الحرس الثوري، وكان قائداً لـ”فيلق نصر خراسان”، وشارك في معارك كثيرة أهمها الفاو والشلامجة، وحصار البصرة، ومهران، التي تراوحت نتائجها بين انتصارات وهزائم للقوات الإيرانية، بحسب صحيفة “الشرق الأوسط”.
وتعرف قاآني على سليماني في ميدان الحرب، بعد عامين من اندلاع الحرب وفقاً لوكالة “تسنيم” الإيرانية.
وخلال مسيرته العسكرية، تولى قاآني العديد من المواقع المهمة، مثل قيادة “لواء الإمام الرضا 21” بين عامي 1983 و1987، ثم قائد فرقة “النصر 5″، وبعدها أصبح نائب قائد “وحدة عمليات القوات البرية الـ8” في الحرس الثوري.
وبعد نهاية الحرب، عاد قاآني إلى مسقط رأسه في مدينة مشهد، وأصبح قائداً للقوات البرية للحرس الثوري في المنطقة الشرقية. وتولى بين عامي 2006 و2007 منصب نائب جهاز استخبارات الحرس الثوري، ونائب رئيس وحدة الحماية في الجهاز نفسه، قبل أن ينضم رسمياً إلى “فيلق القدس”، بتعيينه نائباً لسليماني.
كما لعب دوراً محورياً في تدريب القوات المقاتلة التي خاضت المعارك بقيادة “فيلق القدس” في سوريا، قبل أن يظهر تنظيم “داعش” في العراق، وتمتد منطقة عمليات القوات الإيرانية إلى مناطق عراقية واسعة.
وكقائد للحرس الثوري، تمثلت بعض مهام قاآني، في إدارة الفصائل الموالية لإيران في أنحاء الشرق الأوسط، وكذلك في مناطق أخرى حول العالم.
لكن هناك من يعتقد أن قاآني “أخفق في ملء الفراغ” الذي تركه سلفه قاسم سليماني في قيادة “فيلق القدس”.
وتُشير تقارير إلى أن قاآني لم يحظ بالتقدير نفسه الذي حظي به سليماني، ولم يتمتع بعلاقاته الوثيقة بين حلفاء إيران في المنطقة.
وخلافاً لسليماني الذي التُقطت له صور كثيرة على مدى سنوات في ساحات القتال في العراق وسوريا إلى جانب الفصائل المسلحة التي تدعمها طهران، فضّل قاآني التواري عن الأنظار، وإجراء معظم اجتماعاته وزياراته للدول المجاورة سراً.