أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في ساعة مبكرة من صباح الجمعة، موافقة مجلس الوزراء الأمني المصغر على خطة الجيش للسيطرة الكاملة على مدينة غزة في شمال القطاع.
وقال مكتب نتنياهو في بيان إن إسرائيل ستتولى “توزيع المساعدات الإنسانية خارج مناطق القتال”، وإن القرار اتخذ دعماً لـ”مقترح نتنياهو لهزيمة حماس”.
وأضاف مكتب نتنياهو أن غالبية أعضاء المجلس وافقوا على قائمة من خمس مطالب لإنهاء الحرب في غزة، وفق ما نقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.
وذكر مكتب نتنياهو أن المطالب الخمس هي: “نزع سلاح حماس، وإعادة كافة المحتجزين الـ50 والذين يعتقد أن 20 منهم فقط أحياء، وتحويل غزة إلى منطقة منزوعة السلاح، والسيطرة الإسرائيلية الأمنية على قطاع غزة، ووجود خطة لحكومة بديلة ليست حماس ولا السلطة الفلسطينية”.
واتفقت غالبية الوزراء على أن “الخطة البديلة” التي قدمت إلى مجلس الوزراء الأمني “لن تؤدي إلى تحقيق هدف هزيمة حماس أو إعادة المحتجزين”.
وفيما لم يحدد البيان ماهية الخطة البديلة، إلا أن البيان يبدو أنه يشير إلى مقترح رئيس الأركان إيال زامير، والذي أعرب عن معارضته لخطة “احتلال قطاع غزة بالكامل”، بسبب مخاوف من أن يقود إلى “كارثة إنسانية”.
ومن غير الواضح لماذا حدد البيان مدينة غزة فقط، وليس السيطرة على القطاع بأكمله، وهي الخطة التي أعلن عنها نتنياهو الخميس.
وتسيطر إسرائيل على 75% من مساحة القطاع، ومدينة غزة هي جزء من الـ25% المتبقية التي لا تسيطر عليها إسرائيل، إضافة إلى عدد من مخيمات اللاجئين في وسط غزة.
وذكرت “تايمز أوف إسرائيل”، أن العملية ستقتضي إخلاء مدينة غزة من نحو 800 ألف فلسطيني.
مطالب إسرائيل الخمس لإنهاء الحرب في غزة
نزع سلاح حماس
إعادة كافة المحتجزين الـ50 والذي يعتقد أن 20 منهم فقط أحياء
تحويل غزة إلى منطقة منزوعة السلاح
السيطرة الإسرائيلية الأمنية على قطاع غزة
وجود خطة لحكومة بديلة ليست حماس ولا السلطة الفلسطينية
“سيطرة كاملة على غزة”
وكان نتنياهو قد قال الخميس، إن إسرائيل تعتزم السيطرة العسكرية على كامل قطاع غزة، زاعماً أنها لا تريد الاحتفاظ بالقطاع وإنما تريد “محيطاً أمنياً”.
ورداً على سؤال عما إذا كانت إسرائيل ستسيطر على كامل القطاع قال نتنياهو لشبكة Fox News: “نعتزم ذلك. لا نريد الاحتفاظ به. نريد إقامة محيط أمني. لا نريد أن نحكمه. لا نريد أن نكون هناك كجهة حاكمة”.
وأضاف: “نريد تسليم غزة لقوات مسلحة تحكمها بشكل ملائم”.
ترمب لا يعارض العملية الإسرائيلية
وقال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون، الأربعاء، إن الرئيس دونالد ترمب لا يعارض خطة نتنياهو لإطلاق عملية عسكرية جديدة بهدف السيطرة على كامل مساحة قطاع غزة، وفق موقع “أكسيوس” الإخباري الأميركي.
ويستعد نتنياهو لتصعيد الحرب على غزة رغم الضغوط الدولية الهائلة لوقف العمليات العسكرية، والتركيز على الأزمة الإنسانية في القطاع، بل وأيضاً رغم اعتراض كبار قيادات الجيش الإسرائيلي الذين حذّروا من تداعيات هذه الخطوة.
خطة نتنياهو
وأظهرت الخطة الجديدة نية إسرائيل السيطرة العسكرية على مناطق إضافية من وسط غزة، بما في ذلك مدينة غزة، في عملية قد تستمر عدة أشهر وتشمل تهجير نحو مليون فلسطيني.
وذكرت مصادر لصحيفة “جيروزاليم بوست” أن من المتوقع أن تشمل الخطة نشر نحو 5 فرق من الجيش الإسرائيلي، وتمتد عملياتها على مدار 5 أشهر تقريباً، كما تتضمن الخطة تهجير نحو مليون من سكان مدينة غزة إلى مناطق أخرى.
وأشار عدد من الوزراء في الحكومة الإسرائيلية للصحيفة إلى أن “السؤال الحقيقي لا يتعلق بإقرار الخطة من عدمه، بل بأي نسخة من الخطة سيتم اعتمادها في النهاية”.
ورغم معارضته للخطة، من المتوقع أن يبقى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، في منصبه، بعد تقارير أشارت إلى تهديده بالاستقالة، وكان قد صرح خلال اجتماع أمني الثلاثاء بأن “العملية تشكل خطأ وستعرض حياة المحتجزين للخطر”، وفق “جيروزاليم بوست”.
وبحسب تقرير لـ”القناة 12″ الإسرائيلية، فإن المرحلة الأولى من الخطة تتضمن إصدار الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء لسكان مدينة غزة، الذين يُقدّر عددهم بنحو مليون شخص -أي ما يعادل نصف سكان القطاع- وذلك لإتاحة الوقت لبناء بنية تحتية مدنية في وسط غزة، ومن المتوقع أن تستمر هذه المرحلة عدة أسابيع.
وأشار إلى أن في المرحلة الثانية، ستبدأ العملية العسكرية، بالتزامن مع خطاب مرتقب للرئيس الأميركي دونالد ترمب يعلن فيه عن تسريع إيصال المساعدات الإنسانية بالتنسيق مع إسرائيل.