قفزت أسعار الذهب فوق مستوى 3700 دولار للأونصة للمرة الأولى، يوم الثلاثاء، مدفوعة بتزايد التوقعات بخفض وشيك لأسعار الفائدة من قبل «الاحتياطي الفيدرالي». وقد غذّى هذا الارتفاع عوامل متعددة، تشمل الطلب على الملاذات الآمنة، واستمرار مشتريات البنوك المركزية، وضعف الدولار.
ارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.5 في المائة، ليصل إلى 3698.67 دولار للأونصة، بعد أن سجّل مستوى قياسياً غير مسبوق بلغ 3702.95 دولار في وقت سابق من الجلسة. كما صعدت العقود الآجلة للذهب الأميركي للتسليم في ديسمبر (كانون الأول) بنسبة 0.5 في المائة لتصل إلى 3736.90 دولار.
وقال تاي وونغ، وهو تاجر معادن مستقل: «الذهب يرتفع بقوة بسبب الضعف الحاد في الدولار، الذي وصل إلى أدنى مستوياته منذ أكثر من شهرين». ويجعل ضعف الدولار الذهب أرخص لحاملي العملات الأخرى.
توقعات الفائدة تغذي الارتفاع
قال زين فاوضة، المحلل في «ماركت بالس» التابعة لـ«أواندا»: «عدم اليقين بشأن النمو العالمي والمخاطر الجيوسياسية يستمران في إبقاء الطلب على الملاذات الآمنة مرتفعاً، لكن الارتفاع الأخير في الذهب مدفوع بشكل كبير بتوقعات خفض أسعار الفائدة بشكل قوي من قبل (الاحتياطي الفيدرالي)».
وبحسب أداة «فيد واتش» التباعة لـ«سي إم إي»، فإن المتعاملين في الأسواق يتوقعون بشكل شبه مؤكد خفضاً بمقدار 25 نقطة أساس في نهاية اجتماع البنك المركزي، الذي يستمر ليومين، مع وجود فرصة ضئيلة لخفض بمقدار 50 نقطة أساس.
يذكر أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب دعا في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، يوم الاثنين، رئيس «الاحتياطي الفيدرالي»، جيروم باول، إلى إجراء خفض «أكبر» لأسعار الفائدة. ومن المعروف أن المعدن الأصفر، الذي لا يدر عائداً، يزدهر في بيئات أسعار الفائدة المنخفضة.
ارتفع الذهب، الذي يُعرف بأنه أداة تحوط ضد حالات عدم اليقين، بنحو 41 في المائة منذ بداية العام، وقد تجاوز حاجز 3600 دولار للأونصة في 8 سبتمبر (أيلول).
ويقول المحللون إن هذا الارتفاع مدفوع بمزيج قوي من عدة عوامل، أبرزها استمرار مشتريات البنوك المركزية، وتزايد التدفقات نحو الملاذات الآمنة، وتحول عالمي عن الدولار الأميركي الذي يعاني من ضعف مستمر.