قالت الفنانة المصرية صفية العمري إنها نالت أجمل تكريم في حياتها بمدينة جدة، حيث أُقيم متحف لأزيائها الأيقونية التي ظهرت بها في أعمالها الفنية خصوصا «ليالي الحلمية» و«هوانم جاردن سيتي». مؤكدةً أنها لم تصدق ما شاهدته، وبدا لها أقرب إلى الحلم الذي أعادها إلى ذكريات جميلة.
وأضافت النجمة المصرية في حوارها مع «الشرق الأوسط» أنها تحتفظ بأزيائها التي ظهرت بها في الأعمال الفنية ولا تفرط فيها لأنها تُعد جزءاً من تاريخها الفني، مؤكدةً أنها لم تعتزل الفن لكنها أيضاً لن تقبل المشاركة في أعمال لا تناسب تاريخها الفني.
واحتفت مدينة جدة قبل أيام بأزياء «نازك السلحدار»، بطلة مسلسل «ليالي الحلمية»، و«شُهرت» بطلة مسلسل «هوانم جاردن سيتي»، ضمن احتفال استثنائي تخللته عروض أزياء لمصممين عرب، من بينهم مصممة الأزياء السعودية سارة التويم، وأنطوان قارح من لبنان، وريم الجسمي من الإمارات، ورزان يولان ومجموعتها المستوحاة من الحضارة العمانية.
وخلال الاحتفالية قدم فنانون فقرات غنائية من بينهم المطربة اللبنانية هيفاء وهبي، والمطربة السعودية أصيل هميم، ثم تم افتتاح متحف للأزياء الدرامية الخاصة بالفنانة صفية العمري في قاعة «الملكات»، جذب الأنظار إلى فساتينها الراقية والإكسسوارات التي ظهرت بها في أكثر من مسلسل وعمل فني.
وقالت صفية: «هذا الحدث بدا لي كأنه حلم جميل أعاد لي الشغف بالحياة، وذكّرني بأشياء كُنت قد فقدت الشغف بها، لأستعيد أيامي الجميلة وأطالع مسيرتي في صور لشخصيات أعمالي، وألمس إعجاباً كبيراً ومحبّة وردود أفعال أسعدتني، فهذا تكريم غير كل التكريمات، وقد اكتمل عندي بأداء العُمرة».
وتروي الفنانة رحلتها مع هذا التكريم قائلةً: «حينما اتصل بي ممثل الشركة المنظِّمة للاحتفال قال لي إنهم فكَّروا من هي أيقونة الموضة، فلم يجدوا سوى صفية العمري، وتحمست كثيراً لفكرة أن تُعرض أزيائي في متحف ضمن احتفالية كبيرة بعروض الأزياء، وطلبوا بعض الفساتين التي ظهرتُ بها في مسلسَلَي (هوانم جاردن سيتي) و(ليالي الحلمية)، وجاء استايلست من الجهة المنظمة واختار معي 12 فستاناً قمت بزيادتها إلي 16، ووضعت الإكسسوارات الخاصة بها في حقيبة، ومن بينها القبعات والأقراط».
وأوضحت صفية أنها أصرت على أن تقوم بنفسها بمساعدة فريق معها في مهمة «تلبيس المانيكانات» ووضع الإكسسوارات التي ظهرت بها مع كل فستان، حتى تطمئنّ بنفسها على مظهر كل منها.
وفوجئت الفنانة بحجم الإبهار في قاعة «الملكات» وفي الحفل، مثلما تقول: «كان الحفل رائعاً في كل تفاصيله؛ من عروض أزياء لمصممين عرب، وغناء مصاحب لها وحضور فنانات عربيات، ومن مصر حضرت رانيا فريد شوقي وإنجي المقدم وبوسي شلبي، وكان هناك زحام غير عادي في أجواء مبهجة بين الورود الحمراء والشموع، وعبقرية توزيع صوري الفوتوغرافية على جدران قاعة العرض لتشكل متحفاً حقيقياً مع أزياء المانيكانات… لقد كانت فكرة رائعة ومبهرة».
وضم المتحف أزياء كلاسيكية، من بينها 3 تاييورات بألوان «زيتي» و«أحمر قاني» وثالث جمع بين اللونين الأسود والبني، مع قبعات لكل منها مثلما ظهرت بها في مسلسل «ليالي الحلمية»، وبعض فساتين ارتدتها ضمن مشاهد حفلات الاستقبال بمنزل «نازك السلحدار». وتلفت صفية إلي أن مسلسل «هوانم جاردن سيتي» كان يضم مشاهد حفلات كثيرة، وبالتالي فإن أزياءه المعبِّرة عن الطبقة الأرستقراطية كانت مبهرة.
وتحتفظ صفية العمري بأزياء كثيرة من أعمالها الفنية ولا تفرّط فيها. وعن ذلك تقول: «هي جزء من مسيرتي وذكرياتي، أعلِّقها في دولاب وأعتني بها، خصوصاً تلك الأزياء الاستثنائية التي أنفقت عليها 3 أضعاف ما كنت أتقاضاه من أجر، فقد كنت أختار أزياء الشخصية وإكسسواراتها، وكان سعر أقل قُبعة في ذلك الوقت نحو 300 دولار، ولم أكن أفكر فيما أتقاضاه لأنني كنت مولعة بالشخصيات التي أؤديها ولا أتنازل عن أن تكون في أصدق صورة شكلاً وأداءً، ووقتها لم يكن لدينا استايلست في الأعمال الفنية كما يحدث الآن».
وحول غيابها عن الساحة الفنية خلال الفترة الماضية تقول: «لم أعتزل الفن، أنا موجودة وأحظى بالتكريم في المهرجانات، وأعتز بتاريخي الفني»، في المقابل تساءلت الفنانة المصرية: «أين الكتاب الذين يكتبون شخصيات تبقى خالدة رغم مرور السنين، أنا سعيدة بما حققته ولن أشوِّه هذا التاريخ بالمشاركة في أعمال تافهة»، لكن الحنين يعاودها فتستطرد قائلةً: «لو وجدت شخصية مكتوبة بشكل جيد حتى لو كنت (ضيفة شرف) سأرحب بها، لكنني لن أُهين نفسي وتاريخي بأعمال تافهة، ويكفيني ما أشهده من محبة الناس في كل مكان».
وتستعيد صفية العمري أسماء الكتاب والمخرجين الذين أضاءوا رحلتها قائلةً: «كل من عملت معهم، ومن بينهم أسامة أنور عكاشة، والمخرج إسماعيل عبد الحافظ، قدموا إضافةً إلى الدراما المصرية، وقد حازت أفلامي مجموعة جوائز، وعملت مع كبار النجوم والمخرجين على غرار يوسف شاهين في فيلم (المصير)»، وتابعت: «لا أنسى أعمالاً درامية مثل (الأيام) لطه حسين، و(أوبرا عايدة)، ورغم تقديمي أدوار الهوانم فقد قدمت أيضاً الأدوار الشعبية في أعمال من بينها (شارع المعز) و(خان القناديل) للمخرج إبراهيم الشوادي».