يبدأ الجيش الإسرائيلي المناورة البرية في مدينة غزة، منتصف الشهر الجاري، بشكل تدريجي، عبر 4 فرق عسكرية، للضغط ميدانياً على نحو مليون فلسطيني للنزوح جنوباً باتجاه حي المواصي، في خان يونس، جنوبي القطاع، حسبما ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت”.
وأضافت الصحيفة أن المناورة ستكون على مراحل، مشيراً إلى أن سرعتها ستعتمد في المرحلة الأولى على وتيرة إخلاء السكان.
وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زمير، الثلاثاء، خلال زيارة إلى قاعدة عسكرية: “لقد بدأنا بالفعل المناورة في غزة. نحن ندخل أماكن لم ندخلها من قبل ونعمل هناك بقوة”، في حين وصف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الحرب بأنها “تدخل مرحلتها الحاسمة”، بحسب صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.
وبدأ الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط للهجوم على مدينة غزة، في أكبر عملية تعبئة منذ بداية الحرب على غزة في أكتوبر 2023، وفقاً لوسائل إعلام إسرائيلية.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن التعبئة تواجه تحديات بسبب انخفاض رغبة جنود الاحتياط في الالتحاق بالخدمة بعد ما يقرب من عامين من الحرب وجولات الخدمة المتكررة.
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فقد طلب العديد من جنود الاحتياط إعفاءات لأسباب شخصية أو مالية، وتشهد الوحدات نسبة حضور أقل مقارنة بعمليات التعبئة الطارئة السابقة.
“أمر لا مفر منه”
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، الثلاثاء، إن إخلاء مدينة غزة أمر “لا مفر منه”.
وأضاف، في بيان، أن كل عائلة تنتقل إلى الجنوب وفق أوامر الجيش الإسرائيلي “ستحصل على المساعدات الإنسانية التي جاري العمل عليها في هذه الأيام حيث بدأ الجيش بالعمل على إدخال الخيام، وتمهيد مناطق لإنشاء مجمعات توزيع المساعدات الإنسانية، ومد خط مياه وغيرها”.
وفي وقت سابق، قال رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير في كلمة أمام جنود الاحتياط بقاعدة عسكرية “نستعد لاستمرار الحرب، وسنكثف ونعمق أعمالنا القتالية”.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية، الشهر الماضي، عن مسؤولين كبار بالجيش القول إنه من المتوقع أن يستمر القتال في مدينة غزة حتى عام 2026، وذلك بعد موافقة وزير الدفاع على خطة “احتلال” المدينة.
رفض مناقشة إبرام صفقة
وتفجرت خلافات حادة خلال اجتماع مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي المصغر، الذي انعقد الأحد الماضي، بعدما اصطدم رئيس الأركان إيال زمير برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وعدد من أعضاء الحكومة خلال محاولته مناقشة إبرام صفقة جزئية للإفراج عن المحتجزين وإنهاء الحرب في غزة، بحسب صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.
وذكرت الصحيفة أنه مع تمسك الحكومة بخطة السيطرة الكاملة على غزة، حذر قادة الجيش من أن تجاهل الاتفاق المطروح مع “حماس”، قد يجر إسرائيل إلى احتلال عسكري طويل الأمد، ويضيع فرصة الإفراج عن المحتجزين.
وأفادت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، الثلاثاء، بأن زمير وجه انتقادات حادة إلى نتنياهو وأعضاء البرلمان الآخرين خلال اجتماع عاصف مساء الأحد، واتهمهم بأنهم قرروا الآن فقط التعامل بجدية مع حركة “حماس” كمبرر لتوسيع الحرب، والتهرب من صفقة إطلاق سراح المحتجزين المحتملة.
إلى ذلك، قالت رئاسة أكبر رابطة من العلماء المتخصصين في أبحاث الإبادة الجماعية حول العالم IAGS، الاثنين، إن الرابطة أقرت باستيفاء المعايير القانونية لإثبات ارتكاب إسرائيل إبادة جماعية في قطاع غزة.
وأيد 86% من بين 500 عضو في الجمعية الدولية لعلماء الإبادة الجماعية، القرار الذي ينص على أن “سياسات إسرائيل وأفعالها في غزة تلبي التعريف القانوني للإبادة الجماعية في المادة الثانية من اتفاقية الأمم المتحدة لمنع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية (1948)”.