قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الجمعة، إن واشنطن تجري مفاوضات “متعمقة للغاية” مع حركة حماس بشأن المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، مشدداً على ضرورة الإفراج عنهم جميعاً وبشكل فوري.
وأضاف ترمب في تصريحات من المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض: “نحن في مفاوضات متعمقة للغاية مع حماس. قلنا لهم: أفرجوا عن الجميع الآن، أفرجوا عن الجميع، وستحدث أمور أفضل بكثير. ولكن إذا لم يفعلوا، فسيكون الوضع صعباً، بل قاسياً. هذا رأيي”.
وأشار إلى أن القرار النهائي يعود لإسرائيل، لكنه عبّر عن موقفه قائلاً: “نريد إطلاق سراح جميع المحتجزين العشرين في غزة”، منوهاً إلى أن “من بين المحتجزين (الأحياء) ربما يكون هناك من لقوا حتفهم مؤخراً”.
وأوضح: “نحن نتفاوض على أشخاص نعلم أن ما لا يقل عن 30 منهم قد فارقوا الحياة، ومع ذلك فإن ذويهم يريدون استعادة جثثهم بالقدر نفسه كما لو كانوا أحياء”.
ومضى ترمب يقول: “الاحتجاجات الكبيرة في إسرائيل تتركز حول قضية المحتجزين لا الحرب نفسها، وهو ما يضع الحكومة الإسرائيلية في موقف صعب، لأن إدارة الحرب تصبح أكثر تعقيداً، بينما عائلات المحتجزين تضغط بقوة من أجل استعادة ذويهم”.
ووصف الأمر بأنه “محزن للغاية”، لكنه أكد متابعته الشخصية للملف، مشيراً إلى أن جهوده مع فريقه، ومن بينهم مستشاره السابق جاريد كوشنر (صهر الرئيس) ومبعوثه الخاص ستيف ويتكوف، أسفرت عن الإفراج عن معظم المحتجزين، ولم يتبق سوى نحو 20 شخصاً.
ونبَّه ترمب إلى أن “حماس” تطالب ببعض الأمور التي “يمكن قبولها”، لكنه شدد على ضرورة عدم نسيان ما جرى في السابع من أكتوبر 2023.
وأكد أن تلك الأحداث لا بد أن تؤخذ في الاعتبار عند أي تفاوض، مشيراً إلى أن المسألة “ليست سهلة على الإطلاق”.
“صفقة شاملة”
في وقت سابق الأربعاء، قالت حركة حماس، إنها مستعدة للذهاب إلى صفقة شاملة لإنهاء الحرب في قطاع غزة يتم بموجبها إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين مقابل عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين لدى إسرائيل، وذلك بعد ساعات من مطالبة ترمب الحركة بالإفراج عن جميع المحتجزين لإنهاء الحرب في القطاع.
وأضافت الحركة، في بيان حصلت “الشرق” على نسخة منه، أن استعدادها للصفقة الشاملة يأتي “ضمن اتفاق ينهي الحرب على قطاع غزة وانسحاب كافة قوات الاحتلال من كامل القطاع، وفتح المعابر لإدخال احتياجات القطاع كافة وبدء عملية الإعمار”.
كما جددت تأكيد موافقتها على تشكيل إدارة وطنية مستقلة من التكنوقراط لإدارة شؤون قطاع غزة كافة، وتحمل مسؤولياتها فوراً في كل المجالات.
وأشارت إلى أنها لا تزال تنتظر رد إسرائيل على المقترح الذي قدمه الوسطاء للحركة في 18 أغسطس الماضي، والذي وافقت عليه “حماس” والفصائل الفلسطينية.
وكان ترمب قد كتب على منصته “تروث سوشال”، الأربعاء، “أبلغوا حماس أن تُعيد فوراً جميع الرهائن العشرين (ليس 2 أو 5 أو 7!)، وعندها ستتغير الأمور بسرعة. سينتهي الأمر!”. بسرعة عقب ذلك، و”سينتهي الأمر”.
في المقابل، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رفض بيان حماس بشأن استعدادها لصفقة شاملة، ووصفه بأنه “خدعة”.
ونقل موقع “واي نت” الإخباري الإلكتروني عن مكتب نتنياهو قوله، في بيان: “هذه مجرد خدعة أخرى من حماس، لا جديد فيها.. يمكن أن تنتهي الحرب فوراً وفق الشروط التي وضعها مجلس الوزراء، وهي: إطلاق سراح جميع الرهائن، وتفكيك أسلحة حماس، ونزع سلاح غزة، والسيطرة الأمنية الإسرائيلية عليها، وتشكيل حكومة مدنية بديلة لا تهدد إسرائيل”.