قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه أجرى مكالمة هاتفية “جيدة” مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، استغرقت ساعة وربع، مشيراً إلى أن بوتين أبلغه وبلهجة قوية، أنه سيرد على الهجوم الأوكراني (شبكة العنكبوت) الذي استهدف مطارات في العمق الروسي.
وكتب ترمب في منشور على منصة “تروث سوشيال”: “انتهيت للتو من مكالمة هاتفية مع الرئيس فلاديمير بوتين.. ناقشنا الهجوم الذي شنّته أوكرانيا على الطائرات الروسية التي كانت راسية، وكذلك الهجمات المختلفة التي تحدث من كلا الجانبين”.
وأضاف ترمب أن “المكالمة كانت جيدة، لكنها ليست محادثة ستؤدي إلى سلام فوري”، مشيراً إلى أن “بوتين قال وبلهجة قوية، إنه سيتعين عليه الرد على الهجوم الأخير على المطارات” الروسية.
وفي تعليقه على الاتصال، قال الكرملين إن “ترمب أبلغ بوتين أن الولايات المتحدة لم تكن على دراية بشأن خطط أوكرانيا لاستهداف المطارات العسكرية الروسية”.
وأضاف الكرملين أن “بوتين قال لترمب إن أوكرانيا حاولت إفشال المفاوضات، لكن موسكو لم تنجرّ إلى الاستفزازات”. كما اعتبر بوتين أن “المفاوضات في إسطنبول كانت مفيدة”.
وذكر الكرملين أن الرئيسين “اتفقا على مواصلة الاتصالات بشأن أوكرانيا، على أعلى المستويات وعبر قنوات أخرى”.
وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت قالت، الثلاثاء، إن ترمب لم يكن على علم مسبق بهجمات أوكرانيا بطائرات مسيرة على قواعد جوية في العمق الروسي.
ووصفت أوكرانيا الهجوم الذي نفذته بطائرات مسيرة على قواعد جوية في العمق الروسي، بأنه أحد أكثر العمليات تعقيداً وجرأة منذ بدء الحرب، خصوصاً وأنه نُفذ على بعد آلاف الكيلومترات من جبهات القتال.
وذكرت أنها أطلقت 117 طائرة مسيرة، الأحد، في العملية التي سمتها “شبكة العنكبوت”، لمهاجمة قاذفات روسية ذات قدرات نووية بمطارات في سيبيريا وأقصى شمال البلاد. وزعمت أنها استهدفت أكثر من 40 قاذفة، أي حوالي ثلث أسطول القاذفات الاستراتيجية الروسية.
وفي رده على هذا الهجوم، قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديميتري ميدفيديف، إن انتقام بلاده “حتمي ولا مفر منه”.
“بوتين يقترح المشاركة في المناقشات مع إيران”
وبخصوص المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، قال ترمب، في منشوره، أنه ناقش هذه المسألة أيضاً مع بوتين، معتبراً أن “الوقت ينفد بشأن قرار إيران المتعلق بالأسلحة النووية، وأعتقد أننا كنا متفقين على هذه النقطة”.
وأشار ترمب إلى أن بوتين “اقترح المشاركة في المناقشات مع إيران”، مضيفاً: “ربما يمكنه أن يكون مفيداً في التوصل إلى حل سريع”.
وتابع ترمب قائلاً: “في رأيي فإن إيران تؤخر اتخاذ قرارها في هذا الأمر المهم للغاية، وسنحتاج إلى إجابة حاسمة في فترة زمنية قصيرة جداً”.
وقال الكرملين إن “ترمب أعرب عن امتنانه لاحتمال أن تعمل روسيا مع إيران بصفتها طرفاً في الاتفاق النووي.
والسبت الماضي، قدّم وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي لإيران، المقترح الأميركي لاتفاق نووي جديد، خلال زيارة قصيرة إلى طهران. وقال البيت الأبيض إن “من مصلحة” الحكومة الإيرانية “قبول العرض”.
ولكن المرشد الإيراني علي خامنئي، قال في وقت سابق، الأربعاء، إن المقترح الأميركي “يتعارض مع مصالح طهران الوطنية”، وإن بلاده لن تتخلى عن تخصيب اليورانيوم.
وأضاف خامنئي خلال خطاب من ضواحي طهران، في ذكرى وفاة المرشد الإيراني السابق الخميني، أن تخصيب اليورانيوم جزء رئيسي من برنامجنا النووي ولن تتخلى عنه، وقال إن “المقترح الأميركي النووي يتناقض مع إيمان أمتنا بالاعتماد على الذات، ومبدأ نحن قادرون’”.
وتابع: “يجب على أميركا وإسرائيل أن تدركا أنهما لن تستطيعا فعل أي شيء فيما يخص الملف النووي الإيراني”، وزاد متسائلاً: “من أنتم لتخبروا طهران إذا ما كان بمقدورها امتلاك برنامج نووي”، مشدداً على أن “البرنامج النووي الإيراني بدون تخصيب اليورانيوم لا فائدة منه، وبلا قيمة”.
وتشكل قضية تخصيب اليورانيوم نقطة خلاف رئيسية بين إيران والولايات المتحدة، مع استمرار المفاوضات النووية بين البلدين.
