أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بطلاب أكاديمية “ويست بوينت” العسكرية خلال خطاب تخرجهم، الذي ألقاه السبت، واصفاً إياهم بأنهم ينضمون إلى صفوف “أعظم جيش في العالم”.
إلا أن الخطاب، الذي يُعد الأول لترمب في مناسبة تخرج عسكرية خلال ولايته الثانية، سرعان ما اتخذ طابعاً سياسياً، إذ نسب لنفسه الفضل في قوة الجيش الأميركي، وتفاخر بـ”التفويض” الذي قال إنه حصل عليه من الشعب في انتخابات عام 2024، بحسب وكالة “أسوشيتد برس”.
وقال ترمب أمام الحضور في ملعب ميتشي: “بعد لحظات قليلة، ستصبحون خريجي أعرق أكاديمية عسكرية في تاريخ البشرية، وستنضمون كضباط إلى أقوى جيش عرفه العالم على الإطلاق، وأنا أعلم ذلك جيداً، لأنني مَن أعاد بناء هذا الجيش، وأعدت بناء قواتنا المسلحة كما لم يفعل أحد من قبل، خلال ولايتي الأولى”.
وأكد ترمب أن الولايات المتحدة هي “الدولة الأكثر نشاطاً في العالم”، مشدداً على إنجازات إدارته السابقة، ومكرراً شعاره المعروف “أميركا أولاً”، والذي انعكس، بحسب تعبيره، على نهج الجيش الأميركي وتوجهاته العالمية.
وأضاف: “نحن نتخلص من عوامل التشتيت ونوجه تركيز قواتنا المسلحة نحو مهمتها الأساسية وهي سحق أعداء أميركا وقتلهم، والدفاع عن علمنا الأميركي العظيم كما لم يتم الدفاع عنه من قبل”.
وذكر أن “مهمة القوات المسلحة الأميركية ليست إقامة عروض دراج أو تغيير الثقافات الأجنبية”، في إشارة إلى العروض التي كانت تُقام في القواعد العسكرية والتي أوقفتها إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن بعد انتقادات من الجمهوريين.
وقال ترمب إن هؤلاء الطلاب يتخرجون في “لحظة فارقة” في تاريخ الجيش الأميركي، منتقداً القادة السياسيين السابقين لأنهم “زجوا بالجنود في حملات لبناء دول لم تكن تريد أن يكون لها أي علاقة بنا”.
وأضاف الرئيس الأميركي أنه يعمل على تطهير الجيش من “أفكار المتحولين جنسياً”، و”نظرية العرق النقدية”، والتدريبات التي وصفها بأنها “مثيرة للانقسام ومُسيسة”.
وزعم ترمب أنه عند مغادرته للبيت الأبيض في عام 2021، كانت الولايات المتحدة “بلا حروب أو مشاكل”، مؤكداً: “ما كنا نملكه آنذاك هو النجاح، واقتصاد مزدهر لدرجة غير مسبوقة”.
وأشار إلى أنه فاز بجميع الولايات السبع المتأرجحة في انتخابات نوفمبر 2024، معتبراً أن تلك النتائج منحته “تفويضاً عظيماً”، يمنحه، وفق قوله، “الحق في فعل ما يريد فعله”.
استثمار بقيمة ترليون دولار
في سياق متصل، أكد ترمب أنه وافق على استثمار عسكري بقيمة تريليون دولار، مشيراً إلى أنه الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة
وقال موجهاً الحديث إلى طلاب الأكاديمية العسكرية: “نحن نشتري طائرات جديدة، وجميلة، بتصاميم حديثة. كما لدينا أفضل الدبابات في العالم. وسنبدأ ببناء السفن مجدداً. كنا في السابق نبني سفينة في اليوم. أما الآن، فلا نبنيها. كان لدينا الكثير من الأشخاص الذين لا يعرفون شيئاً عن البناء، لكن هذا هو كل ما فعلته في حياتي البناء. وسنمتلك أفضل الصواريخ. ولدينا بالفعل الطائرات المسيّرة”.
وفي شأن آخر، أشار الرئيس الأميركي إلى العمل على بناء درع الدفاع الصاروخي المعروف باسم “القبة الذهبية” لحماية الولايات المتحدة من أي هجوم، لافتاً إلى أنه سيتم الانتهاء منه قبل مغادرته منصبه.
وأضاف: “نحن أيضاً نُعيد ترسيخ المبدأ الأساسي بأن المهمة المركزية لجيشنا هي حماية حدودنا من الغزو. لقد تعرّضت بلادنا لغزو خلال السنوات الأربع الماضية (في إشارة إلى المهاجرين غير الشرعيين)، وسمحوا لأناس بالدخول إلى بلادنا لم يكن ينبغي أن يكونوا هنا”، موضحاً أن “قواتنا المسلحة نشرت على الحدود الجنوبية لتقليل عدد حالات العبور غير القانوني، حيث كان يدخل في السابق مئات الآلاف من الأشخاص إلى بلدنا يومياً، أما الآن، فلا أحد يدخل. في الأسبوع ونصف الماضيين، تراجعت النسبة إلى 99.999٪”.
كما تحدث ترمب عن الخلاف مع الدول الأعضاء في حلف “الناتو” حول حجم الإنفاق، وقال: “نُهبنا على مستوى الناتو. نُهبنا كما لم تُنهب أي دولة من قبل. لكنهم لم يعودوا ينهبوننا الآن. ولن ينهبونا بعد الآن. وأنتم ترون ذلك.
وتابع: “لقد ولّت الأيام التي كان فيها الدفاع عن كل دولة عدا بلدنا هو الأولوية. نحن نضع أميركا أولاً. يجب أن نُعيد بناء بلدنا وندافع عنه”.