قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مقابلة مع مجلة “تايم”، إنه “لن يسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية”، موضحاً أنه “أعطى كلمته للدول العربية”، وأن تل أبيب “ستفقد” دعم واشنطن إذا أقدمت على تلك الخطوة، لافتاً في الوقت نفسه إلى أنه أوقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن مواصلة الحرب في غزة بعد أن ارتكب “خطأً تكتيكياً فادحاً” باستهداف قادة حركة “حماس” في قطر.
ورداً على سؤال حول تهديده بـ”الإبادة الكاملة” في حال خالفت “حماس” الاتفاق، أجاب ترمب: “بالتأكيد، سيواجهون مشكلات كبيرة جداً”، وعن مسألة نزع سلاح الحركة، قال الرئيس الأميركي: “عليك أن تتدخل، إذا لم يفعلوا.. أعني، لقد وافقوا على ذلك، والعالم سئم من هجومنا سأقول (هجومنا)، كما تعلم، إسرائيل ونحن”.
وأشار إلى أنه قال لنتنياهو: “لا يمكنك محاربة العالم، فإسرائيل بلد صغير مقارنة بالعالم كله، وكان سيستمر في القتال لسنوات لولا أنني أوقفته.. وعندما أوقفته، توحّد الجميع بطريقة مذهلة”.
وأضاف: “عندما ارتكب نتنياهو ذلك الخطأ التكتيكي في قطر، وكان خطأً فادحاً، قلت لأمير قطر إن هذا كان من الأمور التي جمعتنا جميعاً، لأنه كان خارج السياق تماماً، وجعل الجميع يقومون بما يجب عليهم القيام به”.
المحتجزون في غزة
وتحدث الرئيس الأميركي خلال المقابلة عن قضية المحتجزين في غزة قائلاً: “استعدنا 95% من المحتجزين، كانت إسرائيل شديدة الحرص على المحتجزين، لدرجة أنني فوجئت حقاً.. كنت أظن أنهم سيضحون بهم من أجل الاستمرار.. شعب إسرائيل أراد المحتجزين أكثر من أي شيء آخر، وقد أعدناهم”.
وذكر أنه “رفض إطلاق سراحهم تدريجياً، وقلت: نريدهم جميعاً دفعة واحدة، وحصلنا على العشرين (الأحياء) جميعاً، كان ذلك مذهلاً”.
وأوضح أن “المحتجزين تحولوا في النهاية إلى عبء على حماس وإيران، مما سهّل التوصل إلى الصفقة.. الناس في إسرائيل خرجوا إلى الشوارع فرحاً، وكان ذلك مشهداً إنسانياً مؤثراً”.
ومع استمرار وقف هش لإطلاق النار لمدة 13 يوماً واستمرار “حماس” في تسليم جثامين المحتجزين إلى إسرائيل، يتحول التركيز إلى المرحلة الثانية من خطة ترمب بشأن غزة.
وتتضمن خطة ترمب تشكيل “مجلس السلام”، و”لجنة فلسطينية غير سياسية” تتولى إدارة الخدمات العامة والشؤون المحلية لسكان غزة، إلى جانب إنشاء قوة دولية لتوفير الأمن، إلا أن تفاصيل هذه الترتيبات لم تُحسم بعد.
وتحدث ترمب عن احتمالية زيارة قطاع غزة، قائلاً: “سأزور غزة.. لدينا مجلس السلام الذي أُنشئ حديثاً وطلبوا مني أن أكون رئيسه، وهو مجلس سيكون له تأثير ونفوذ كبيرين في الشرق الأوسط.. لقد توحّدت المنطقة كلها الآن، حتى حماس نظرياً وقعت على الوثيقة،ـ وإذا خالفوا الاتفاق، فلن يمانع أحد إذا قمنا بمحاسبتهم”.
ضم إسرائيل للضفة
سُئل ترمب عن موقفه من احتمال ضم إسرائيل للضفة الغربية، في ظل وجود قوى داخل ائتلاف نتنياهو ما زالت تضغط باتجاه ذلك، فقال: “لن يحدث ذلك.. لن يحدث ذلك.. لن يحدث ذلك لأنني أعطيت كلمتي للدول العربية، ولا يمكنك فعل ذلك الآن.. لقد حظينا بدعم عربي كبير، وستفقد إسرائيل كل دعمها من الولايات المتحدة إذا حدث ذلك”.
وأدانت دول عربية وإسلامية، الخميس، بـ”أشد العبارات” مصادقة الكنيست الإسرائيلي على مشروعَي قانونين يهدفان إلى فرض ما يُسمى بـ”السيادة الإسرائيلية” على الضفة الغربية المحتلة، وعلى “المستوطنات الاستعمارية الإسرائيلية غير القانونية”.
وفي حديثه عن لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في شرم الشيخ في وقت سابق من الشهر الجاري، قال ترمب: “كما تعلم، هو رجل مختلف تماماً في اللقاء الشخصي عماً هو في العلن.. لكنه هنّأني، وقال لي إنه تعامل مع 7 رؤساء أميركيين، كما تعلم، هو ليس شاباً، لكنه يبدو رائعاً”، وأردف: “كنت أعرفه من ولايتي الأولى.. لقد جاء إلى البيت الأبيض. وهو يحظى باحترام الفلسطينيين.. يُحترم كشخص حكيم”.
وعمّا إذا كان يرى عباس على رأس السلطة الحاكمة في غزة بعد الحرب، أشار ترمب إلى أنه كان دائماً على وفاق معه، إذ لطالما وجده “رجلاً عقلانياً”، لكنه قال: “على الأرجح لا”، موضحاً في الوقت نفسه أنه من المبكر الحديث عن هذا الأمر.
ورداً على سؤال حول من يقود الفلسطينيين حالياً في غزة، قال الرئيس الأميركي: “لا يوجد زعيم واضح الآن، لأن معظم من تولّوا القيادة تم اغتيالهم.. إنها وظيفة خطيرة”.
وفي ما يتعلق بسؤال حول ما إذا كان ينبغي على إسرائيل الإفراج عن القيادي الفلسطيني مروان البرغوثي، أوضح ترمب: “تلقيت هذا السؤال قبل ربع ساعة من اتصالكم بي، وسأتخذ قراراً قريباً بشأنه”.
الهجوم على المنشآت النووية في إيران
وتطرق ترمب إلى الضربات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية في يونيو الماضي قائلاً: “عندما ذهبنا إلى الحرب، وحققنا النجاح ثم قضينا على القدرات النووية الإيرانية، تغيّر كل شيء.. كان الهجوم مثالياً، كل قنبلة أصابت هدفها، واستغرق 37 ساعة بمشاركة 52 طائرة تزويد بالوقود و100 طائرة مقاتلة.. لم يحدث أي خلل في أي محرك أو قطعة واحدة من الطائرات.. كان هجوماً مذهلاً، ويجب أن يُسجّل في التاريخ”.
واعتبر أن “ذلك النجاح العسكري غيّر موازين القوى في المنطقة، وجعل من الممكن التوصل إلى اتفاق سلام، لأن إيران لم تعد تمثّل تهديداً”. وتابع: “قتل (القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني) قاسم سليماني والقادة العسكريين الإيرانيين غيّر طبيعة النظام في طهران”.
ويرى ترمب أن إيران “أصبحت مختلفة تماماً، إذ كانت تخطّط لمهاجمة 5 قواعد أميركية، لكننا ضربناهم أولاً، وبمجرد القضاء عليهم، أصبحت إيران أضعف، ولم تعد قادرة على فرض نفوذها”.
وقال: “الآن لم يعد هناك تهديد إيراني، والجميع مستعدّ للسلام، إن إدارة (الرئيسين الأميركيين السابقين) أوباما وبايدن أرادتا تمكين إيران، وكانتا ستمنحانها سلاحاً نووياً عبر الاتفاق الذي ألغيناه.. لكن اليوم إيران ضعيفة، وتقاتل من أجل البقاء، وليست في موقع يسمح لها بالتهديد”، في إشارة إلى انسحابه عام 2018 من الاتفاق النووي المبرم عام 2015.