كشفت شركة الصناعات الجوية والفضائية التركية (TAI) عن أحدث ابتكاراتها في مجال أنظمة الطائرات المسيرة، وهي طائرة إقلاع وهبوط عمودي VTOL.
وصُممت هذه المنصة الجديدة لتلبية احتياجات ساحات المعارك الحديثة، وهي تضمن مرونة وقدرة تحمل أكبر في عمليات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع (ISR)، بحسب موقع Army Recognition.
ومع تزايد الطلب العالمي على الطائرات المسيرة عالية التحمل والقادرة على العمل في بيئات محدودة، يُمثل الكشف عن هذه الطائرة خطوةً بارزةً في محفظة الطائرات المسيرة المتنامية لدى تركيا.
مميزات مسيرة VTOL
يُعالج تصميم الطائرة المسيرة VTOL التحديات التشغيلية في مختلف التضاريس والمهام، ما يجعلها أداة أساسية في النزاعات شبه المتكافئة وغير المتكافئة على حد سواء.
وتتميز هذه المسيرة بتصميمها المدمج والفعال، إذ تجمع بين قدرات الرفع العمودي وقدرة تحمل الأجنحة الثابتة.
وبطول 3.1 متر وباع جناحيها 5 أمتار، تصل أقصى حمولة إقلاع للطائرة إلى 120 كيلوجراماً، وتحمل حمولة تصل إلى 2.5 كيلوجرام.
وتتميز بسعة وقود تبلغ 60 لترًا، ما يدعم مدة طيران تصل إلى 10 ساعات، ومدى أقصى يبلغ 1300 كيلومتر.
وتصل الطائرة المسيرة إلى ارتفاعات تصل إلى 9000 قدم بسرعة قصوى تبلغ 70 عقدة، مع الحفاظ على وصلة التحكم التشغيلية حتى مسافة 100 كيلومتر، ويتيح جناحها المتحرك طيها وتفكيكها بسرعة، ما يعزز قابلية نشرها ميدانياً.
وتمثل الطائرة ذات الإقلاع والهبوط العمودي مرحلة جديدة في استراتيجية تطوير الطائرات المسيرة الأوسع نطاقًا لشركة TAI، والمستمدة من عقود من الخبرة في تصنيع الطائرات المسيرة محليًا.
واستنادًا إلى برامج سابقة مثل Anka وAksungur، يُرجح أن هذا النظام الجديد صُمم لتلبية متطلبات تكتيكية محددة ناشئة عن أدوار تركيا المستمرة في مكافحة الإرهاب، ومراقبة الحدود وحفظ السلام الدولي.
ويسد تصميمها الإقلاع والهبوط العمودي، إلى جانب خصائصها طويلة الأمد، فجوة تشغيلية معروفة بين الطائرات المسيرة الدوارة المدمجة والطائرات المسيرة كبيرة الحجم ثابتة الجناحين.
ويبدو أن مرحلة التصميم دمجت ردود الفعل من الوحدات الميدانية التي تتطلب أصولًا جوية منخفضة الصيانة مع قدرات نشر سريعة في المناطق الوعرة أو محدودة البنية التحتية.
وبالمقارنة مع منصات مماثلة، مثل طائرة Martin UAV V-BAT أميركية الصنع أو طائرة Urban Aeronautics AirMule الإسرائيلية، تُعطي الطائرة التركية الأولوية للدفع المعتمد على الوقود، ما يوفر قدرة طيران أطول ومدى تشغيلي أطول مع الحفاظ على استهلاك منخفض للوقود.
وفي حين أن طائرات VTOL الكهربائية غالبًا ما تعاني من قيود في المدى والقدرة على التحمل، يعتمد نظام TAI على وقود الاحتراق التقليدي لتجاوز هذه القيود.
ويُضيف تصميم الجناح المعياري مرونة لوجستية، ما يسمح بسرعة النقل وإعادة التجميع، وهي ميزة لا تتوفر عادةً في العديد من طائرات VTOL المسيرة من نفس الحجم.
ويتجنب التصميم تعقيد آليات الدوران المائل، مفضلًا تصميمًا أبسط وأكثر متانة لرفع الطائرة وتحليقها.
ومن منظور استراتيجي، تُعزز هذه الطائرة المسيرة قدرات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع التكتيكية لتركيا في المناطق التي تكون فيها البنية التحتية ضعيفة أو معدومة.
وتوفر قدرات مناسبة للعمليات البحرية، بدءًا من السفن الصغيرة، ومراقبة الحدود الجبلية، وصولًا إلى العمليات النائية في أفريقيا وآسيا الوسطى، حيث تتوسع جهود التعاون العسكري والأمني التركية.
كما تمنح قدرتها على التحليق لفترات طويلة دون الحاجة إلى مدرج، تركيا ميزةً فريدةً للمراقبة الجوية المستمرة والوعي اللحظي بالأوضاع في المناطق المتنازع عليها أو النائية، كما تتلاءم تمامًا مع أطر تكامل الطائرات المسيرة المتطورة لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ما يجعلها جذابةً للشركاء الحلفاء.
ولم يُكشف رسميًا عن أي عقد شراء محدد، إلا أن خصائص المنصة تُشير إلى أنها مُعدّة للاستخدام المحلي بواسطة القوات المسلحة التركية وأسواق التصدير.
وتتمتع شركة TAI بسجل حافل في تحويل النماذج الأولية إلى أصول قتالية بسرعة، حيث دخلت الطائرات المسيرة السابقة الخدمة في غضون عامين من الكشف عنها.
ويُبرز عرض شركة TAI لطائرتها المسيرة ذات الإقلاع والهبوط العمودي في معرض IDEF 2025 طموح تركيا في سد الفجوة بين تكنولوجيا الطائرات المسيرة المتقدمة وقابلية التكيف في ساحة المعركة.
ومن خلال الجمع بين الإقلاع العمودي، والقدرة على التحمل الطويلة، وسهولة التنقل، تُلبي هذه الطائرة الاحتياجات التكتيكية الأساسية في العمليات العسكرية الحديثة.
ويُضيف طرحها أداة مرنة وقابلة للتطوير إلى منظومة الطائرات المسيرة التركية المتنامية، ويُمكن TAI من الاستجابة بشكل تنافسي في سوق عالمية تُشكلها بشكل متزايد التهديدات غير المتكافئة وتقنيات الدفاع المعيارية.
