قال عبد الله أوجلان الزعيم المسجون لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا إن الكفاح المسلح للجماعة ضد الدولة انتهى، ودعا في رسالة مصورة نشرت على الإنترنت الأربعاء، إلى تحول كامل نحو السياسات الديمقراطية، فيما تعهد الرئيس رجب طيب أردوغان، بألا تسمح تركيا بأي محاولة لـ”تخريب” عملية تخلي الحزب عن السلاح.
وحث أوجلان في الرسالة، التي يعود تاريخ تسجيلها إلى يونيو، ونشرتها وكالة “فرات”، للأنباء المقربة من حزب العمال الكردستاني، البرلمان التركي على تشكيل لجنة للإشراف على نزع السلاح وإدارة عملية سلام أوسع نطاقاً.
وقال أوجلان إن حزب العمال الكردستاني أنهى أجندته الانفصالية، واصفاً هذا التحول بأنه “فوز تاريخي”.
وقرر حزب العمال الكردستاني في مايو، حل نفسه وإنهاء صراعه مع أنقرة. وتصنفه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي “منظمة إرهابية”.
ويقبع أوجلان في السجن منذ عام 1999، لكنه لا يزال شخصية مؤثرة بشدة بالنسبة للمقاتلين الأكراد وأنصاره.
مطالب سياسية
وقال إن حزب العمال الكردستاني، الذي تمركز في المناطق الجبلية بشمال العراق في السنوات القليلة الماضية، أنهى أجندته الانفصالية. وأضاف “تحقق الهدف الرئيسي – تم الاعتراف بوجودنا. ما يتبقى سيكون تكراراً مفرطاً وطريقاً مسدوداً”.
وذكر أوجلان أن حزب المساواة والديمقراطية للشعوب الموالي للأكراد، وهو ثالث أكبر حزب في البرلمان التركي ولعب دوراً رئيسياً في تسهيل قرار حزب العمال الكردستاني بنزع سلاحه، ينبغي أن يعمل جنباً إلى جنب مع الأحزاب السياسية الأخرى لدفع عملية السلام.
ويتوقع حزب العمال الكردستاني وحزب المساواة والديمقراطية للشعوب أن تتعامل أنقرة مع المطالب السياسية الكردية، ربما قبل تسليم الأسلحة في تركيا، وفق “رويترز”.
وبدأ حزب العمال الكردستاني حملته المسلحة عام 1984 وكان هدفه في الأصل إقامة دولة كردية مستقلة، وأسفر الصراع عن سقوط أكثر من 40 ألف شخص، وفرض عبئاً اقتصادياً ثقيلاً على البلاد، وأجج انقسامات اجتماعية وسياسية عميقة.
تسليم أسلحة الحزب في العراق
وإثر ذلك، قالت متحدثة باسم حزب المساواة والديمقراطية للشعوب الموالي للأكراد في تركيا الأربعاء، إن مسلحي جماعة حزب العمال الكردستاني سيبدأون تسليم الأسلحة في مدينة السليمانية بشمال العراق الجمعة، في إطار عملية السلام مع تركيا.
وفي كلمة لها في أنقرة، قالت عائشة جول دوغان إن عملية نزع سلاح حزب العمال الكردستاني يجب أن تصبح دائمة من خلال سلسلة من الضمانات القانونية وتشكيل الآليات اللازمة للانتقال إلى السياسة الديمقراطية.
وأضافت أن أعضاء من حزب المساواة والديمقراطية للشعوب سيحضرون المراسم في السليمانية، إلى جانب مجموعة من مسلحي حزب العمال الكردستاني، لكنها قالت إنها لا تملك معلومات أخرى عن العملية.
أردوغان: لن نسمح بتخريب العملية
بدوره، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن تركيا لن تسمح بأي محاولة لتخريب عملية تخلي حزب العمال الكردستاني، معرباً عن أمله في إتمام العملية في أقرب وقت ممكن.
وفي حديثه أمام أعضاء حزب العدالة والتنمية الحاكم في البرلمان، قال أردوغان إنه من المتوقع حدوث تطورات إيجابية في الأيام المقبلة.
وفي فبراير الماضي، دعا أوجلان في رسالة من معتقله في تركيا، حزب العمال الكردستاني لـ”حل نفسه”، و”نزع سلاحه”، وقال أوجلان في رسالة جرى الكشف عنها خلال مؤتمر صحافي: “اعقدوا مؤتمركم واتخذوا قراراً.. يجب على جميع المجموعات إلقاء أسلحتها، ويجب على حزب العمال الكردستاني حل نفسه”، داعياً الحزب لعقد مؤتمر، وإعلان الموافقة رسمياً على حل نفسه.
وتحدث أوجلان في بداية رسالته عن الظروف السياسية التي دفعته لتأسيس حزب العمال قبل قرابة 4 عقود، قائلاً إنه “كان هناك إنكار للوجود الكردي والحريات.. وكنا نحتاج حينها إلى إحداث تغييرات”.
وأعلن الحزب في 1 مارس، التزامه بوقف إطلاق النار مع تركيا، تلبية لدعوة أوجلان للمقاتلين إلى إلقاء أسلحتهم والعمل على إنهاء حرب استمرت 40 عاماً.
وفي 12 مايو، أعلن الحزب حل نفسه ونزع سلاحه، وقرر “حل الهيكل التنظيمي لحزب العمال الكردستاني وإنهاء الكفاح المسلح، على أن يتولى (عبد الله أوجلان) قيادة وإشراف التنفيذ العملي لهذه العملية. ونتيجةً لذلك، أُنهيت رسمياً الأنشطة التي نُفذت تحت اسم حزب العمال الكردستاني”.
وقيّم المؤتمر أن نضال حزب العمال الكردستاني “أوصل القضية الكردية إلى نقطة الحل من خلال السياسات الديمقراطية، مُتمماً بذلك مهمته التاريخية”.