أطلق الرئيس التايواني لاي تشينج تي، الأحد، حملة من أجل “الوحدة الوطنية”، في مواجهة تهديدات الصين التي تطالب بالسيادة على الجزيرة، في خطوة تهدف لحسم معارك حزبية داخلية من المرجح أن تزيد من التوترات عبر المضيق.
وأكد تشينج على استقلال تايوان بحكم الأمر الواقع في أول خطاب من أصل 10 خطابات من المقرر أن يلقيها خلال الأسابيع المقبلة تحت شعار “وحدوا تايوان”، وفق صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية.
وسلط الرئيس التايواني الضوء على القرون التي كانت تايوان خلالها منفصلة عن الصين، قائلاً: “بالتأكيد تايوان دولة ذات سيادة”، لأنها لها أراضيها، وشعبها، وحكومتها، وسيادتها الخاصة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في “الحزب الديمقراطي التقدمي” الحاكم، الذي ينتمي إليه لاي، قوله إن الحملة كانت موجهة للجمهور المحلي.
يأتي ذلك في الوقت الذي أطلق فيه الحزب، حملة لاستعادة السيطرة على البرلمان من خلال إجراء تصويت في 26 يوليو المقبل، لسحب الثقة من قرابة نصف نواب حزب “الكومينتانج” أكبر أحزاب المعارضة، وعددهم 24 مشرعاً.
ويشغل حزب “الكومينتانج” حالياً 52 مقعداً، ويشكل إلى جانب حزب معارض آخر، أغلبية في البرلمان المؤلف من 113 عضواً، بينما يشغل الحزب “الديمقراطي التقدمي” الحاكم بقيادة الرئيس لاي 51 مقعداً.
لكن مراقبين يعتقدون أن بكين قد تصعد من تهديداتها العسكرية رداً على خطاب لاي الجديد بالغ الأهمية.
وتنظر الصين إلى الأرخبيل الذي يبلغ عدد سكانه 23 مليون نسمة، على أنه إقليم ينبغي أن يخضع لسيطرتها في نهاية المطاف، سواء بالوسائل السلمية، أو باستخدام “القوة إذا لزم الأمر”.
وخلال السنوات القليلة الماضية، صعدت بكين إلى حد كبير أنشطتها العسكرية حول الجزيرة، بما في ذلك مناورات شبه يومية في المجال الجوي والمياه القريبة منها، وتدريبات واسعة النطاق تحاكي تحركات مثل الحصار والقصف والغزو البرمائي.
مخاوف من تحرّك صيني
من جانبه، وصف قائد القوات الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، الأدميرال صامويل بابارو، هذه التحرّكات بأنها “تدريبات”، محذراً من أن مثل هذه المناورات قد تصبح “غطاءً” لهجوم صيني.
ومنذ أن تولى الرئيس لاي تشينج تي منصبه، في مايو من العام الماضي، زادت بكين من مناوراتها العسكرية وكثفت أنشطة التجسس، وزادت من حملتها العالمية لحمل حكومات أخرى على دعم مطالبها بالسيادة على تايوان.
والأحد، عارض لاي بشدة تلك التحركات، واستعرض أمام جمهوره في أحد فروع نادي روتاري، تاريخ تايوان منذ عصور ما قبل التاريخ، مسلطاً الضوء على أن السكان الأصليين للجزيرة كانوا من شعوب الأسترونيزية، وليسوا صينيين، وأنها كانت خارج سيطرة الحكومة الصينية في معظم تاريخها.
وشدد لاي، على أنه في حين أن اليابان، وهي الحاكم الاستعماري لتايوان لمدة 50 عاماً، تنازلت عن السيطرة عليها في معاهدة السلام التي أبرمتها مع نظرائها في الحرب العالمية الثانية في عام 1945، لكن السيادة لم تُنقل رسمياً إلى أي دولة أخرى.
والشعوب الأسترونيزية هم فئات متنوعة من سكان جنوب شرق آسيا ومنطقة أوقيانوسيا، ومن بين هؤلاء سكان تايواني الأصليين؛ أي أغلب الجماعات العرقية في تيمور الشرقية، وإندونيسيا، وماليزيا، والفلبين، وبروناي، ومدغشقر، ومايكرونيزيا وبولينيزيا، فضلاً عن الشعوب البولينيزية في نيوزيلندا وهاواي.
وأشارت “فاينانشيال تايمز”، إلى أن الرئيس التايواني سيروج في خطاباته المخطط لها، لوجهات نظره بشأن قضايا تشمل الأمة والعلاقات عبر المضيق والديمقراطية والسلام.
ورغم تأكيد لاي على أن تايوان دولة مستقلة ذات سيادة، هو الموقف الرسمي للحزب “الديمقراطي التقدمي” منذ عام 1999، اتخذت بكين موقفاً أكثر عدائية تجاهه، من الرئيسة السابقة تساي إنج ون.