أثار بيان «محذوف» للأزهر حول «المجاعة» في قطاع غزة جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حول أسباب حذف البيان، الذي طالب بـ«تحرك فوري» لإنقاذ الأبرياء، وهو ما دفع الأزهر لإصدار توضيح، أرجع فيه الحذف إلى «الرغبة في عدم التأثير على المفاوضات الجارية لإقرار هدنة في غزة»، فيما أشار مصدر مطلع لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «مشاورات جرت مع شيخ الأزهر قبيل حذف البيان».
ونشر الأزهر بياناً عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، مساء الثلاثاء، قبل أن يبادر إلى حذفه، ما دفع رواد مواقع التواصل الاجتماعي لتداول صور البيان المحذوف، الذي يطلق فيه شيخ الأزهر «نداء عالمياً عاجلاً يستصرخ فيه أصحاب الضمائر الحيّة لتحرك فوري لإنقاذ أهالي غزة من المجاعة القاتلة»، مجدداً رفضه تهجير سكان القطاع من أراضيهم.
وانتقد البيان المحذوف ما «يمارسه الاحتلال من تجويع قاتل ومتعمد لأهل غزة»، وعدّه «جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان».
وأثار حذف البيان جدلاً واسعاً، وتساؤلات على مواقع التواصل الاجتماعي، التي اعتبرت الحذف ناتجاً عن «ضغط»، وتراجع «غير مبرر» من المؤسسة، ما اضطرّ الأزهر للرد عليها ببيان نشره عبر حسابه على منصة «إكس»، الأربعاء، قال فيه إن المركز الإعلامي للأزهر الشريف «تابع ما أثير من تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن بيان الأزهر المتعلق بالأوضاع في غزة».
وبرر المركز القرار بأنه «جاء انطلاقاً من المسؤولية، التي يتحملها الأزهر أمام الله تجاه قضايا أمتينا العربية والإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ونصرة أهل غزة المستضعفين»، مشيراً إلى أنه «بادر بسحب البيان بكل شجاعة ومسؤولية، حين أدرك أن هذا البيان قد يؤثر على المفاوضات الجارية بشأن إقرار هدنة إنسانية في غزة لإنقاذ الأبرياء، وحتى لا يُتخذ من هذا البيان ذريعة للتراجع عن التفاوض أو المساومة فيها».
وأضاف المركز موضحاً: «آثر الأزهر مصلحة حقن الدماء المسفوكة يومياً في غزة، آملاً أن تنتهي المفاوضات إلى وقف فوري لشلالات الدماء، وتوفير أبسط مقومات الحياة، التي حرم منها هذا الشعب الفلسطيني المظلوم».
تابع المركز الإعلامي للأزهر الشريف ما أثير من تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن بيان الأزهر الشريف المتعلق بالأوضاع في غزة، موضحاً أن هذا القرار جاء انطلاقاً من المسؤولية التي يتحملها الأزهر الشريف أمام الله عزّ وجل تجاه قضايا أمتينا العربية والإسلامية وفي مقدمتها القضية…
— الأزهر الشريف (@AlAzhar) July 23, 2025
وتجري حالياً مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة «حماس»، من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإقرار هدنة مدتها 60 يوماً، يتم خلالها إدخال المساعدات إلى غزة، وذلك بوساطة مصرية- قطرية- أميركية.
وأوضح مصدر بالأزهر لـ«الشرق الأوسط» أن شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، «تلقى نصيحة بحذف البيان خشية أن تستغله إسرائيل ذريعة في المفاوضات الجارية، بشأن إقرار هدنة في غزة». وقال المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، إن «المشاورات خلصت إلى أن إسرائيل قد تتخذ البيان ذريعة للحديث في أمور فرعية، وعرقلة المفاوضات»، مشيراً إلى أنه «جرت في البداية محاولات لتعديل صياغة البيان، وتخفيف حدته قبل أن يتم الاتفاق على حذفه بالكامل».
وأضاف المصدر أن شيخ الأزهر اتخذ القرار بحذف البيان، وقال موضحاً: «لو أن حذفه سيدخل جوال طحين واحد لغزة فسأحذفه».