وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الولايات المتحدة، الجمعة، في أول زيارة له منذ 10 سنوات، حيث كانت آخر زيارة له عام 2015 لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
ويُذكر أن المحكمة الجنائية الدولية أصدرت في عام 2023 مذكرة توقيف بحق بوتين بتهم ارتكاب جرائم حرب، إلا أن الولايات المتحدة ليست عضواً في المحكمة، وبالتالي لا تلتزم بأي إجراء قانوني لتنفيذه.
واستقبل الرئيس الأميركي دونالد ترمب نظيره الروسي بالتصفيق والمصافحة، قبيل انطلاق قمة وُصفت بـ”عالية المخاطر” في ألاسكا، من شأنها أن تحدد ما إذا كان بالإمكان التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في أكثر الحروب دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
ونزل ترمب من طائرة الرئاسة الأميركية “إير فورس وان”، وانتظر بوتين على أرض المطار الذي كان مفروشاً بالسجاد الأحمر، وتبادل الرئيسان التحية بابتسامات، فيما كانت تحيط بهما طائرات أميركية من طراز F-22.
وسلّطت وسائل الإعلام الروسية الضوء، على أن بوتين تخلى عن سيارته الليموزين الفاخرة من طراز “أوروس” ليرافق ترمب في سيارته الرئاسية المصفحة.
وذكرت وكالة “ريا نوفوستي”، أن ترمب دعا بوتين للانضمام إليه في سيارته، وقد وافق الرئيس الروسي على ذلك.
واعتبرت قناة “روسيا 24″، أن هذه الخطوة إشارة إلى أن النقاشات بين الزعيمين قد بدأت بالفعل.
وعقد الرئيسان اجتماعاً من المتوقع أن يستمر لمدة 6 أو 7 ساعات، داخل قاعدة جوية تعود إلى حقبة الحرب الباردة، وستكون هذه أول محادثات مباشرة لهما منذ عودة ترمب إلى البيت الأبيض.
تغيير في ترتيبات القمة
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت، إن وزير الخارجية ماركو روبيو ومبعوث الرئيس الخاص ستيف ويتكوف، سينضمان إلى ترمب في اجتماعه مع بوتين.
وأفادت بأن الاجتماع الذي كان مقرراً أن يكون ثنائياً بين ترمب وبوتين أي بصيغة “واحد مقابل واحد”، سيُعقد حالياً بصيغة “3 مقابل 3″، وذلك بمشاركة روبيو وويتكوف.
وأضافت ليفيت، أن اجتماعاً لاحقاً سيضم أيضاً وزير الخزانة سكوت بيسنت، ووزير التجارة هوارد لوتنيك، ووزير الدفاع بيت هيجسيث، وكبيرة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز.
ويضغط ترمب، الذي يصف الحرب في أوكرانيا بأنها “حمام دم” محفوف بمخاطر التصعيد، من أجل التوصل إلى هدنة في الحرب الدائرة منذ 3 سنوات ونصف السنة، من شأنها أن تعزز وضعه باعتباره صانع سلام عالمي جدير بجائزة نوبل للسلام.
وذكرت وكالة الإعلام الروسية، أن المبعوث الروسي الخاص كيريل دميترييف، وصف الأجواء التي تسبق القمة بأنها “تميل للصدام”، وقال إن الزعيمين سيناقشان إلى جانب ملف أوكرانيا العلاقات الثنائية بوجه عام.
والخميس، أقر ترمب، الذي قال في وقت سابق، إنه سينهي الحرب الروسية في أوكرانيا خلال 24 ساعة، أن الصراع اتضح أنه أصعب مما كان يعتقد.
وأشار إلى أنه إذا سارت محادثاته مع بوتين على ما يرام، فإن الإسراع في عقد قمة ثلاثية لاحقة تضم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سيكون أكثر أهمية من لقائه مع بوتين.
ونقلت وكالة “إنترفاكس” الروسية للأنباء عن دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين قوله، إن من الممكن عقد اجتماع ثلاثي في وقت لاحق إذا أسفرت محادثات ألاسكا عن نتائج.
وذكر بيسكوف أيضاً، أن المحادثات بين بوتين وترمب قد تستمر من 6 إلى 7 ساعات، وأن مساعدي الرئيسين سيشاركون في الاجتماعات، التي كان من المتوقع أن تكون بين الرئيسين فقط.