شهدت الصحف والمواقع الرياضية البريطانية صباح الثلاثاء عاصفة من التحليلات والتعليقات عقب خسارة مانشستر سيتي المفاجئة أمام الهلال السعودي بنتيجة 4 – 3 بعد التمديد، في مباراة دور الـ16 من كأس العالم للأندية التي تقام في الولايات المتحدة. واعتُبرت الهزيمة واحدة من أبرز المفاجآت في تاريخ البطولة، حيث نجح الفريق السعودي في التفوق على بطل أوروبا المدجّج بالنجوم، ليضرب موعداً في ربع النهائي مع فلومينينسي البرازيلي. تحت عنوان «مانشستر سيتي يودّع كأس العالم للأندية بعد هدفين للهلال في الوقت الإضافي»، كتبت «الغارديان» أن ما حدث في ملعب كامبينغ وورلد في أورلاندو كان «واحدة من أكبر صدمات كأس العالم للأندية»، حيث انكسر السيتي تدريجياً في مباراة حافلة بالإثارة. وأضافت الصحيفة أن هدف ماركوس ليوناردو في الدقيقة 112 حسم المواجهة لصالح الهلال، بعد أن استعاد فيل فودين التعادل لفريقه بهدف رائع، لكن ذلك لم يكن كافياً.
ووصفت «الغارديان» دفاع السيتي بـ«الهش»، مشيرة إلى أن غوارديولا سيدفع ثمن قراراته، خاصة تأخره في إشراك فودين، وعدم استغلال الشوط الأول الذي سيطر فيه فريقه، وأهدر فيه العديد من الفرص. وقالت: «يا لها من مباراة في دور الـ16! ويا له من انتصار للهلال! ويا لها من خيبة أمل ساحقة لمانشستر سيتي الذي، مع تقدم دقائق اللقاء، فقد تدريجياً الشكل والوتيرة». ولم تنس «الغارديان» في تقريرها الحديث عن إنزاغي قائلة: «سيموني إنزاغي يدخل التاريخ»، مشيرة إلى أنه تسلّم تدريب الهلال بعد 4 أيام فقط من خسارة إنتر ميلان 5 – 0 أمام باريس سان جيرمان في دوري الأبطال. ومع أنه لم يكن يملك وقتاً كافياً، طبّق أسلوبه المفضل بخط دفاع خماسي. أما شبكة «بي بي سي» فاعتبرت أن الهلال «تُوّج بأحد أبرز انتصاراته التاريخية»، مشيرة إلى أن الفريق السعودي قلب تأخره، وواجه ضغطاً كبيراً من السيتي، لكنه حافظ على ثباته، ونجح في خطف التأهل. وقالت الشبكة إن الهلال «قلب الموازين في 44 ثانية» مع بداية الشوط الثاني، في إشارة إلى هدف التعادل السريع من ليوناردو، قبل أن يتقدّم عبر مالكوم. وعن ياسين بونو قالت: «الحارس المغربي ياسين بونو تألق بشكل لافت، وتصدى لفرص خطيرة من سافينيو وإلكاي غوندوغان، قبل أن يبعد رأسية قوية من يوشكو غفارديول ببراعة إلى فوق العارضة». وختمت «بي بي سي» تقريرها: «عاد ماركوس ليوناردو ليُسجّل هدفه الثاني والثالث لفريقه، بعدما تابع كرة على القائم البعيد قبل 8 دقائق من النهاية، ليمنح الهلال فوزاً تاريخياً، ويقود بطل دوري أبطال آسيا 2021 إلى ربع النهائي».
في المقابل، كتبت صحيفة «ذا ديلي تلغراف» تحت عنوان: «مانشستر سيتي يُقصى من كأس العالم للأندية على يد الهلال بعد مباراة مثيرة شهدت سبعة أهداف»، مشيرة إلى أن السيتي، الفريق الذي بُني على فكرة السيطرة والضغط، تفكك بطريقة «مقلقة»، وتمت معاقبته على هفواته الدفاعية وأسلوبه الهجومي غير الفعّال. وأضافت أن هدف ليوناردو الثاني كان تتويجاً لتفوق الهلال في المرتدات، إذ تم استغلال المساحات خلف دفاع السيتي مراراً، وسط ارتباك واضح من دياز وغفارديول وأكيه. وأكدت الصحيفة أن هذه الخسارة ستكون لها تبعات على نفسية الفريق قبل انطلاق الموسم الجديد. وقالت الصحيفة في تقريرها: «شهدت بطولة كأس العالم للأندية أخيراً يوماً حافلاً بالمفاجآت، ولم تكن هناك مفاجأة أكبر من إقصاء مانشستر سيتي على يد الهلال السعودي، في هزيمة ستُثير قلقاً كبيراً لدى بيب غوارديولا بينما يستعد فريقه للعودة إلى التحضيرات الخاصة بالموسم الجديد». في عنوان قوي، كتبت صحيفة «ذا صن»: «السقوط المدوي»، ووصفت الهزيمة بأنها «درامية وصادمة»، مشيرة إلى أن ماركوس ليوناردو كان نجم اللقاء بلا منازع، بعدما دوّن اسمه بهدفين في شباك السيتي، أحدهما كان القاتل. وأشارت الصحيفة إلى أن غوارديولا بدأ اللقاء بتشكيلة قوية، ورغم السيطرة، أهدر لاعبوه عدة فرص محققة، بينما بدا الهلال أكثر شراسة وفاعلية في الثلث الأخير من الملعب.
وكتبت شبكة «سكاي سبورتس»، أن الهلال صدم مانشستر سيتي «بهدف قاتل في الدقيقة 112»، وأن الفريق السعودي استحق الفوز رغم الأسماء اللامعة في تشكيلة غوارديولا. وأكدت الشبكة أن الهدف الأول جاء من سيلفا في الدقيقة التاسعة، لكن الهلال استعاد التوازن سريعاً، وأجبر السيتي على القتال حتى اللحظة الأخيرة. كما نقلت عن غوارديولا قوله إن فريقه «دفع ثمن الفرص الضائعة»، وأن رودري تعرض لإصابة عضلية قد تبعده عن انطلاقة الموسم. من جهتها، قالت شبكة «إس بي إن» إن الهلال «حقق واحدة من أكبر مفاجآت البطولة»، بعدما أطاح ببطل الدوري الإنجليزي في مباراة امتدت للأشواط الإضافية، و«أعادت تشكيل مسار البطولة ككل». وأشارت إلى أن الهلال واجه الإنتر في دور الـ16، وسيلتقي في ربع النهائي مع فلومينينسي البرازيلي الذي أقصى إنتر ميلان. كما شددت الشبكة على أن سيموني إنزاغي، مدرب الهلال، كسب الرهان رغم غياب عدد من اللاعبين الأساسيين، وأثبت أن الهلال بات رقماً صعباً في الساحة الدولية.