قال مسؤول كبير في البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب سيخفف القيود المفروضة على بيع الرقائق إلى الصين إذا وافقت بكين على تسريع تصدير المعادن النادرة، وذلك في الوقت الذي بدأت فيه الدولتان محادثات تجارية هامة في لندن.
وقال مدير المجلس الاقتصادي الوطني بالبيت الأبيض، كيفن هاسيت، إنه يتوقع أن يتوصل المفاوضون الأميركيون والصينيون إلى اتفاق من شأنه أن يؤدي إلى تسريع الصين لتصدير المعادن النادرة والمغناطيس.
واتهمت واشنطن بكين بالتراجع عن اتفاق بشأن المعادن النادرة تم التوصل إليه في جنيف الشهر الماضي باعتباره جزءاً من وقف إطلاق النار في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
ويقود وزير الخزانة سكوت بيسنت الفريق الأميركي في المحادثات التي بدأت في لندن يوم الاثنين. كما يشارك في وفد واشنطن الممثل التجاري جيمسون جرير ووزير التجارة هوارد لوتنيك. ويرأس الوفد الصيني نائب رئيس الوزراء هي ليفينغ.
وقال هاسيت لشبكة «سي إن بي سي» التلفزيونية يوم الاثنين بعد بدء محادثات التجارة: «أتوقع أن يكون اجتماعاً قصيراً مع مصافحة قوية. نتوقع أنه فوراً بعد المصافحة، سيتم تخفيف أي ضوابط تصدير من الولايات المتحدة، وسيتم إطلاق المعادن النادرة بكميات كبيرة».
سيمثل ذلك تحولاً كبيراً عن إدارة جو بايدن، التي فرضت ضوابط تصدير شاملة تهدف إلى جعل من الصعب على الصين الحصول على تكنولوجيا الرقائق الأميركية المتقدمة التي يمكن أن تساعد جيشها.
لم يحدد هاسيت ضوابط التصدير التي سيتم تخفيفها، لكنه أشار إلى أن الإدارة لن تخفف القيود المصممة لمنع شركة صناعة الرقائق الأميركية «إنفيديا» من بيع الرقائق المتطورة للمجموعات في الصين.
وذكرت صحيفة «فاينانشال تايمز» الشهر الماضي أن إدارة ترمب كانت تخطط لإدراج عدد من شركات تصنيع الرقائق الصينية على القائمة السوداء للصادرات التابعة لوزارة التجارة، لكن بعض المسؤولين أرادوا تأجيل ذلك لاعتقادهم أن هذه الخطوة سيكون لها تأثير سلبي على محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين بعد «وقف إطلاق النار».
واتفق الجانبان في جنيف على خفض كبير للرسوم الجمركية التي فرضاها على بعضهما البعض لمدة 90 يوماً عقب مخاوف بشأن تأثيرها على التجارة الثنائية وسلاسل التوريد العالمية.
وأفادت «فاينانشال تايمز» يوم الاثنين بأن الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة انخفضت في مايو (أيار) بأكبر قدر منذ بداية جائحة كوفيد – 19 في عام 2020.
وقال هاسيت إن بكين كانت «تبطئ» صادرات المعادن الأرضية النادرة، التي أصبحت «نقطة خلاف كبيرة للغاية» بعد الاتفاق في جنيف. وقال إن هذه القضية كانت جزءاً من المكالمة الهاتفية التي استمرت لأكثر من ساعة، والتي أجراها ترمب مع الرئيس الصيني شي جينبينغ يوم الجمعة.
وانتقدت الصين مراراً ضوابط التصدير الأميركية. لكن استعدادها لاستخدام المعادن النادرة للضغط على الولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة يعد المرة الأولى التي تستخدم فيها هذه المعادن بشكل جدي ضد الشركات الأميركية.