ألغى المبعوث الأميركي توم باراك الأربعاء، زيارته إلى مدينتي صور والخيام بجنوب لبنان، وسط دعوات للتظاهر رفضاً للزيارة، بعد جدل بشأن أوصاف “مهينة” بحق الصحافيين اللبنانيين، أدلى بها باراك خلال مؤتمر صحافي بالرئاسة الثلاثاء، حول نتائج زيارته إلى إسرائيل، ومشاوراته مع الحكومة اللبنانية بشأن مسار حصر السلاح.
وكان الموفد الأميركي قد وصل صباح الأربعاء، إلى ثكنة فرنسوا الحاج في بلدة مرجعيون (جنوب لبنان) على متن طوافة، وسط انتشار للجيش اللبناني في المنطقة، وعند المدخل الشمالي لمدينة الخيام لمواكبة زيارته إلى المنطقة.
وانتشرت دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي للتظاهر ظهر الأربعاء، في مناطق جنوب لبنان، رفضاً لحضور باراك.
وأشارت إحدى الدعوات، والتي جاءت من “شباب صور”، إلى أن التظاهر هو رفض لحضور من وصفوه بـ”المندوب السامي الجديد إلى أرض الشهداء والأحرار، ولكل مواقفه التي لم يكن آخرها إهانة الصحافيات والصحافيين اللبنانيين والأجانب”، في إشارة إلى تصريحات باراك المهينة خلال مؤتمر صحافي بمقر الرئاسة اللبنانية الثلاثاء.
وذكرت الدعوة ضمن أسباب التظاهر التمسك بـ”السلاح كالسبيل الوحيد إلى تحقيق السيادة”.
حصر السلاح وتصريحات “مهينة”
وعاد باراك إلى بيروت الثلاثاء، قادماً من إسرائيل على رأس وفد من الكونجرس الأميركي، لإطلاع الرئيس اللبناني جوزاف عون عن اللقاءات التي أجراها في إسرائيل بشأن الانسحاب من جنوب لبنان، والتشاور مع المسؤولين اللبنانيين بشأن خطة حصر السلاح في يد الدولة، ونزع سلاح المخيمات الفلسطينية وسلاح “حزب الله”.
وربط باراك في المؤتمر الصحافي الذي شهد لغطاً بسبب إهانته للصحافيين اللبنانيين، بين خطة حصر السلاح اللبنانية، والانسحاب الإسرائيلي من النقاط الخمس التي لا تزال إسرائيل تحتلها، في انتهاك لبنود اتفاق وقف النار في نوفمبر الماضي.
وقال إن إسرائيل أبلغته بأنها “لا تريد احتلال لبنان”، ولكنها لن تتخذ أي خطوة للانسحاب إلا عندما تطلع على خطة لبنان لنزع سلاح “حزب الله”.
وأشار إلى أن لبنان سيطرح خطة في 31 أغسطس لإقناع حزب الله بالتخلي عن سلاحه، وأشار إلى أن المقترح اللبناني لنزع سلاح حزب الله “لن يكون بالضرورة عسكرياً”.
ووصف باراك سلوك الصحافيين اللبنانيين في المؤتمر الصحافي، بأنه “فوضوي”، و”حيواني”، ما استدعى رداً غاضباً من نقابة محرري الصحف، وحدا بالرئاسة اللبنانية لإصدار بيان تأسف فيه على تصريحات ضيفها.
سلام: لا عودة عن مسار حصر السلاح
وخلال لقاء باراك والوفد الأميركي مع رئيس الوزراء اللبناني، قال نواف سلام للوفد إنه مسار حصرية السلاح وبسط سلطة الدولة، واحتكارها لقرارَي الحرب والسلم هو “مسار انطلق ولا عودة إلى الوراء فيه”، مشيراً إلى أن “هذا المسار هو مطلب وضرورة لبنانية وطنية”.
ولفت إلى أن الحكومة “ثبّتت هذا التوجّه في جلسة 5 أغسطس، حيث اتُّخذ قرار حازم بتكليف الجيش اللبناني وضع خطة شاملة لحصر السلاح قبل نهاية العام وعرضها على مجلس الوزراء، وهو ما سيُعرض الأسبوع المقبل”.
وقال سلام إنّ هذا المسار هو “مطلب وضرورة لبنانية وطنية، اتفق عليها اللبنانيون في اتفاق الطائف قبل أي شيء آخر، غير أنّ تطبيقها تأخر لعقود، فأضاع على لبنان فرصاً عديدة في السابق”.
وأعاد سلام تأكيد التزام لبنان بأهداف الورقة التي تقدم بها باراك بعد إدخال تعديلات المسؤولين اللبنانيين عليها، والتي أقرها مجلس الوزراء في جلسته بتاريخ 7 أغسطس.