بحث وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان خلال زيارته إلى دمشق، السبت، تعزيز الشراكة والتعاون الثنائي بين البلدين، فيما أكد أن المملكة “ستظل في مقدمة الدول التي تقف إلى جانب سوريا في مسيرة إعادة الإعمار والنهوض الاقتصادي”، معلناً تقديم دعم مالي مشترك مع قطر، للموظفين في القطاع العام.
واستقبل الرئيس السوري أحمد الشرع، وزير الخارجية السعودي خلال زيارته الرسمية إلى دمشق، حيث رافقه وفد اقتصادي رفيع المستوى.
وخلال مؤتمر صحافي مع نظيره السوري أسعد الشيباني، قال وزير الخارجية السعودي: “استعرضنا فرص تعزيز التعاون الثنائي بما يعكس التعاون الأخوي، ونتطلع لتعزيز الشراكة بين البلدين”.
وشدد الأمير فيصل بن فرحان على أن “المملكة تتطلع إلى تعزيز الشراكة مع الأشقاء في سوريا بما يسهم في ترسيخ الاستقرار ودعم فرص النهوض الاقتصادي لتكون سوريا في موقعها ومكانتها الطبيعية”.
وتابع قائلاً، إن “السعودية تثمن استجابة الرئيس الأميركي برفع العقوبات عن سوريا، كما تثمن الإعلان المماثل من المملكة المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وهي خطوات من شأنها أن تعزز ثقة الشعب السوري في مستقبله”.
وأضاف وزير الخارجية السعودي: “رفع العقوبات سيسهم في دوران عجلة الاقتصاد المعطلة منذ عقود، وسينعكس سريعاً على التنمية والازدهار والاستقرار”، وقال إن “المملكة ستقدم، بمشاركة قطر، دعماً ماليا مشتركاً للعاملين بالقطاع العام في الجمهورية السورية”.
وأكد الأمير فيصل بن فرحان أن “السعودية ستظل في مقدمة الدول التي تقف إلى جانب سوريا في مسيرة إعادة الإعمار والنهوض الاقتصادي”، وقال إن “هناك توجه من المستثمرين للاستفادة من هذه الفرص في سوريا، مما يعزز المصالح المشتركة للبلدين”.
وأضاف أن “لدى سوريا الكثير من الفرص والقدرات، والشعب السوري أثبت في دول المهجر والعالم بأسره أنه قادر على الإبداع والإنجاز وبناء وطنه، ونحن معه في ذلك”.
الدعم السعودي لسوريا
من جانبه، قال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إن “دعم السعودية لسوريا كان دعماً واضحاً وعميق الأثر، وذلك منذ لحظة تحرير البلاد”، مشيراً إلى أن “العقوبات لم تضعف الحكومات، بل أضعفت الأسر السورية”، مشدداً على أن “رفع العقوبات (الغربية عن سوريا) ليست إلا بداية، إذ أن العمل الحقيقي بدأ الآن”.
وأضاف الشيباني: “اتخذنا خطوات جادة لتوفير الخدمات للمواطنين، ووقعنا اتفاقية منذ يومين مع شركات دولية لتأمين الغاز اللازم لتوليد الطاقة الكهربائية”، وتابع: “خيارنا في سوريا السيادة الاقتصادية، وقوة شراكتنا مع السعودية تكمن في المصالح المشتركة”.
وشدد على أن “إعادة إعمار سوريا لن تفرض من الخارج، بل من قبل الشعب السوري، ونرحب بكل مساهمة في هذا المجال”، مضيفاً أن “هوية سوريا الجديدة وطن يعود إلى مكانه الطبيعي بين أشقائه العرب وأصدقائه”.
ووصل وزير الخارجية السعودي، السبت، إلى العاصمة السورية دمشق، في زيارة رسمية، برفقة وفد اقتصادي رفيع المستوى، يضم كلاً من المستشار بالديوان الملكي محمد بن مزيد التويجري، ونائب وزير المالية عبدالمحسن بن سعد الخلف، ومساعد وزير الاستثمار الدكتور عبدالله بن علي الدبيخي، ووكيل وزارة الخارجية لشؤون الاقتصاد والتنمية عبدالله بن فهد بن زرعه، وعدد من المسؤولين في مختلف القطاعات.
وكانت الخارجية السعودية ذكرت، في بيان، أن الوفد الاقتصادي رفيع المستوى سيعقد جلسة مشاورات مع نظرائهم من الجانب السوري، “تهدف لبحث سبل العمل المشترك بما يسهم في دعم اقتصاد سوريا، ويعزز من بناء المؤسسات الحكومية فيها، ويحقق تطلعات الشعب السوري الشقيق”.