أشاد الرئيس السوري أحمد الشرع في مقابلة مع “الشرق”، الجمعة، بقرار مجلس الأمن برفع العقوبات المفروضة عليه ووزير الداخلية أنس خطاب، بعد تأييد 14 دولة، ووصفها بأنها خطوة في الاتجاه الصحيح، معرباً عن أمله في إجراء المزيد من النقاشات بشأن مستقبل العلاقات مع واشنطن خلال زيارته المرتقبة إلى البيت الأبيض، الاثنين، للقاء الرئيس دونالد ترمب.
وقال الرئيس السوري في المقابلة التي أجريت على هامش مشاركته في قمة المناخ COP 30 بالبرازيل، إن هذه “أول مرة منذ فترة طويلة يجمع فيها مجلس الأمن على شيء، والحمد لله أنه كان شيئاً متعلقاً بسوريا”.
وأضاف: “هذا القرار في الاتجاه الصحيح، من غير المعقول أن يكون رئيس دولة مصنف، ولديه علاقات كثيرة مع كل هذه الدول المعنية”.
واعتبر أن سوريا “استطاعت صنع توافق كبير بين دول من الصعب أن تتوافق على شيء، وهذا مؤشر إيجابي لربما يكون بداية لحل الكثير من المشاكل العالقة في العالم”.
وقال إن سوريا بدأت تأخذ دورها الإقليمي والعالمي، وهذا أمر “يصب في مصلحة الجميع”، مضيفاً أن سوريا تاريخياً مثلت وزناً كبيراً، وأن الوضع الطبيعي لها هو إقامة علاقات جيدة مع كافة دول العالم.
ورفع مجلس الأمن الخميس، العقوبات المفروضة على الشرع، ووزير الداخلية أنس خطاب، بعدما حظي القرار الذي صاغته الولايات المتحدة، بتأييد 14 دولة، في حين امتنعت الصين عن التصويت.
وأشار الشرع إلى عدد من الدول التي ساهمت في رفع العقوبات عن سوريا وقال: “هناك الكثير من الدول التي ساعدت سوريا لرفع العقوبات عنها، وإعادة تموضعها الإقليمي والعالمي، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، وتركيا أيضاً مشكورة، قطر كانت مهتمة بهذا الأمر بشكل كبير وقدمت دعماً مهماً، والإمارات العربية المتحدة، إضافة إلى الأردن الذي كان له دور كبير”.
ولفت إلى إسهام دول أوروبية بينها فرنسا، وبريطانيا، وإيطاليا، وإسبانيا، منوهاً بأن بريطانيا كانت “سباقة في رفع العقوبات عن سوريا”.
وقال إن الولايات المتحدة بقيادة الرئيس دونالد ترمب كان لها دور كبير، وأضاف أن روسيا والصين “كانت لهما مشاركة جيدة”، في هذا الشأن.
العلاقات مع الولايات المتحدة
وعن مسار العلاقات بين دمشق وواشنطن، قال الشرع إن منهجه هو “البدء بالفعل أولاً”، مضيفاً أن النظام السابق “لم يكن يفعل شيئاً”، على صعيد العلاقات.
وقال إن هناك “علاقات استراتيجية كثيرة بين سوريا والولايات المتحدة، وسوريا موقعها حساس والآن بدأت تأخذ دورها الإقليمي والعالمي، ومن مصلحة كثير من الدول أن تكون لها علاقات استراتيجية سوريا، وكذلك، من مصلحة سوريا أن تكون لها علاقات استراتيجية مع بقية الدول”.
وقال إن مسار العلاقات مع واشنطن “يحتاج إلى تدقيق وكثير من تفاصيل النقاش”، وأعرب عن أمله في تتاح الفرصة لمناقشة مستقبل العلاقات خلال زيارته إلى البيت الأبيض والمقررة الاثنين 10 سبتمبر.
العلاقات مع السعودية ودول الإقليم
وبشأن العلاقات السورية مع السعودية ودول المنطقة، قال الشرع إن “ما حصل في سوريا يصب في مصلحة السعودية، ودول المنطقة بشكل عام”.
وأشار إلى أن دمشق “بدأت تأخذ خطوات مثل الاستثمار في الأمن الإقليمي، نحن دول نتأثر ببعضنا سلباً وإيجاباً، فسلامة سوريا هي من سلامة المملكة العربية السعودية، وسلامة المملكة العربية السعودية هي من سلامة سوريا”.
وأعرب عن اعتقاده بأن “أعظم استثمار، هو هذا الحب الذي نشأ بين شعوب المنطقة وخاصة تفاعل السعودية مع ما حصل في سوريا”.
“سوريا لها وزن كبير بالمنطقة”
وقال الشرع إن سوريا “مثلت تاريخياً وزناً كبيراً في المنطقة، ولم تكن على الهامش، ولكن النظام السوري البائد، حرم سوريا من العالم وحرم العالم من سوريا خلال الـ60 عاماً الماضية”.
وأضاف أن الوضع الطبيعي لسوريا هو “أن يكون الجميع لديه علاقات جيدة مع سوريا، وأن تبادل سوريا الآخرين بنفس مستوى العلاقات الطيب”.
وقال إنه خلال الـ10 أشهر الماضية، “بدأ تاريخ جديد للمنطقة مع ولادة سوريا الجديدة”.
قمة المناخ
وعن مشاركته في قمة المناخ بالبرازيل، قال إن البيئة مسألة هامة، ولكن مشاركته في القمة هي أيضاً “فرصة لسوريا لإعادة تعريف نفسها بشكل جديد من خلال المشاركة في هذه الفعاليات.
وأضاف: “سوريا تعنون وتعرف عن نفسها بشكل جديد ومغاير عما كانت عليه في السابق وهي فرصة للقاءات جانبية كثيرة. نوفر الكثير من الوقت في عقد لقاءات عديدة في يوم واحد”.
وقال إن هذه اللقاءات “تؤسس لمرحلة شراكات متعددة مع دول المنطقة بشكل عام”.

