جدَّد مجلس الوزراء السعودي، الثلاثاء، دعوة بلاده للمجتمع الدولي إلى سرعة اتخاذ القرارات والخطوات العملية أمام التعنت الإسرائيلي الذي يتعمد إطالة الأزمة، وتقويض جهود السلام الإقليمية والدولية.
جاء ذلك خلال الجلسة التي عُقدت برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، في جدة، حيث رحب المجلس بالبيان الصادر عن عدد من الشركاء الدوليين المشتمل على المطالبة بإنهاء الحرب على قطاع غزة، ورفع جميع القيود عن المساعدات الإنسانية وإيصالها بشكل آمن لسكان القطاع.
واطّلع مجلس الوزراء، في مستهل الجلسة، على مضمون الرسالة التي تلقاها خادم الحرمين الشريفين، من عاهل إسواتيني الملك مسواتي الثالث، وعلى فحوى الاتصال الهاتفي الذي تلقاه الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، من الرئيس السوري أحمد الشرع، وما جرى خلاله من التأكيد على مواقف السعودية الدائمة والمساندة لسوريا وشعبها الشقيق، وإدانة الاعتداءات الإسرائيلية السافرة على أراضيها والتدخل في شؤونها الداخلية.
وشدّد مجلس الوزراء في هذا السياق، على مضامين البيان المشترك الصادر عن وزراء خارجية السعودية وعدد من الدول؛ بشأن تطورات الأوضاع في سوريا، والمساعي المشتركة لدعم الحكومة السورية في سبيل إعادة بناء بلادها وضمان أمنها واستقرارها ووحدتها وسيادتها.
وأوضح سلمان الدوسري، وزير الإعلام السعودي، عقب الجلسة، أن المجلس تابع الجهود الإغاثية والإنسانية المقدمة من السعودية للشعب السوري للتخفيف من معاناته؛ معززة بذلك دعمها المتواصل للدول العربية والإسلامية، ودورها الرائد في مساندة ومساعدة المحتاجين والمتضررين في دول العالم، من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
وعبّر المجلس، عن الترحيب بالتوقيع على «إعلان مبادئ» بين حكومة الكونغو الديمقراطية وتحالف «نهر الكونغو»، متطلعاً إلى أن يشكل ذلك خطوة إيجابية نحو تحسين الأوضاع الإنسانية والاقتصادية، وبما يعود بالنفع على الأمن والسلم الدوليين.
وبارك مجلس الوزراء، توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم بهدف تطوير منظومة متكاملة لتصدير الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر من السعودية إلى القارة الأوروبية، انطلاقاً من الدور الريادي للمملكة في تعزيز الربط اللوجيستي الدولي، وقيادتها مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا.
وأشاد المجلس، بأداء برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجيستية، وتحقيقه مستهدفاتٍ متعددةً، أبرزها المساهمة في الناتج المحلي غير النفطي، وتوفير فرص عمل متنوعة، وتمكين الاستثمارات في القطاعات الاستراتيجية، والتوسع في توطين مختلف الصناعات في المملكة.
وأثنى، على إنجازات البرنامج السعودي للتوائم الملتصقة من خلال اعتنائه بـ150 توأماً من 27 دولة وإجراء 65 عملية فصل؛ مجسداً الرسالة الإنسانية للسعودية، ومكانتها بصفتها مركزاً عالمياً في هذا المجال.
وعدّ مجلس الوزراء، انتخاب السعودية رئيساً لجمعيات ولجان دولية في المنظمة العالمية للمِلكية الفكرية؛ تأكيداً على المكانة الريادية، والدور المؤثر في العمل متعدد الأطراف، وتجسيداً للثقة والتقدير لها على المستوى العالمي.
وأعرب المجلس، عن تطلع السعودية إلى تعزيز آفاق التعاون الدولي؛ بما يواكب التطورات العلمية والتقنية المتسارعة ويحقق الأهداف المنشودة للتقدم والازدهار، من خلال استضافتها النسخة الثامنة لملتقى الصحة العالمي، والندوة العالمية لمنظمي الاتصالات.
ونوّه المجلس، باستضافة السعودية المؤتمر الدولي للمراجعين الداخليين في عام 2027، الذي يأتي معززاً لمكانتها مركزاً عالمياً للحوكمة والرقابة، ومؤكداً على تطور مهنة المراجعة الداخلية وريادتها على جميع المستويات، وتمكين ممارساتها في القطاعين العام والخاص.
واطّلع مجلس الوزراء، على الموضوعات المدرجة على جدول أعماله، من بينها موضوعات اشترك مجلس الشورى في دراستها، كما اطّلع على ما انـتهى إليه كل من مجلسي الشؤون السياسية والأمنية، والشؤون الاقتصادية والتنمية، واللجنة العامة لمجلس الوزراء، وهيئة الخبراء بمجلس الوزراء في شأنها.
وقرَّر المجلس، تفويض وزير الحرس الوطني – أو من ينيبه – بالتباحث مع الجانب الإسباني في شأن مشروع مذكرة تفاهم بين وزارة الحرس الوطني في السعودية ومستشفى كلينيك دي برشلونة في إسبانيا في مجالات العلاج الجيني والخلوي، والتوقيع عليه.
ووافق المجلس، على مذكرة تفاهم بين وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية ووزارة الزراعة بطاجيكستان للتعاون في مجال الزراعة، وعلى مذكرة تفاهم بين وزارة الاستثمار السعودية ومؤسسة التمويل الدولية.
وأقرَّ المجلس، تعديل تنظيم الهيئة السعودية للبحر الأحمر؛ وذلك على النحو الوارد في القرار. وقيام أمانة محافظة جدة بالرقابة على الساحل الممتد من مركز السطح بمحافظة رابغ (شمالاً) إلى مركز الكدوف بمحافظة القنفذة (جنوباً)، وحمايته بيئياً. وتجديد عضوية محمد الحقباني، وفيصل الفهادي، وعبد المحسن المزيني في مجلس إدارة الهيئة العامة للغذاء والدواء، وتعيين الدكتور عبد الرحمن الخليفة، والدكتور عبد الرحمن الماجد؛ عضوين في مجلس إدارة الهيئة.
واعتمد المجلس، الحساب الختامي لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لعام مالي سابق. ووافق على تعيينات وترقيات بالمرتبتين (الخامسة عشرة) و(الرابعة عشرة)، كما اطّلع مجلس الوزراء، على عدد من الموضوعات العامة المدرجة على جدول أعماله، من بينها تقارير سنوية للهيئة السعودية لتسويق الاستثمار، وجامعتي (الملك عبد العزيز، والملك خالد)، وقد اتخذ المجلس ما يلزم حيال تلك الموضوعات.