قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، إنه ليس لديه أي رسالة أخرى لنظيره الروسي فلاديمير بوتين، وينتظر قراراً منه بشأن مقترحاته لوقف الحرب المستمرة منذ أكثر من 3 سنوات في أوكرانيا.
وأضاف ترمب للصحافيين في البيت الأبيض: “ليس لدي رسالة إلى الرئيس بوتين. إنه يعرف موقفي، وسيتخذ قراره بطريقة أو بأخرى. ومهما كان قراره، سنكون إما سعداء به أو غير سعداء. وإذا كنا غير سعداء، سترون ما سيحدث”.
ورد الرئيس الأميركي بغضب على سؤال بشأن ما اعتُبر تقاعساً عن اتخاذ إجراءات ضد نظيره الروسي، لافتاً إلى أن فرض عقوبات ثانوية على الهند، بوصفها أكبر مشترٍ للنفط الروسي بعد الصين، كلّف روسيا “مئات المليارات من الدولارات”.
وأضاف ترمب: “لم نبدأ بعد المرحلة الثانية أو الثالثة (من العقوبات الثانوية)، وعندما تقول إنه لم يكن هناك أي إجراء، أعتقد أنك بحاجة إلى وظيفة جديدة”.
وبشأن المواعيد النهائية التي حددها لبوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا، قال ترمب، إن إدارته اتخذت إجراءات “قوية جداً”.
رغبة ترمب
وتأتي هذه التصريحات بعدما قال بوتين، في وقت سابق الأربعاء، إنه رأى رغبة إدارة ترمب في إيجاد هذا الحل لهذا الصراع، مشيراً إلى أن “روسيا لم تطرح أبداً مسألة منح ضمانات أمنية لأوكرانيا مقابل أراض، ولم تشكك في حق أوكرانيا في ممارسة نشاطها الاقتصادي كما تريد بما في ذلك عضوية الاتحاد الأوروبي”.
وأضاف للصحافيين في ختام زيارة إلى الصين: “يبدو لي أنه إذا ساد المنطق السليم، فسيكون من الممكن الاتفاق على حل مقبول لإنهاء هذا الصراع. هذا هو ما أعتقد به”.
وذكر الرئيس الروسي، أنه يعتقد أن “هناك ضوءاً ما في نهاية النفق. دعونا نرى كيف سيتطور الوضع… وإذا لم يحدث ذلك، فسيتعين علينا إنهاء جميع المهام أمامنا بقوة السلاح”.
وأعرب عن استعداده لعقد محادثات مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي “إذا جاء إلى موسكو”، لكنه أضاف أنه “ليس من الواضح ما إذا كان هذا الاجتماع سيكون مجدياً”.
ولاحقاً، قال وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيها، إن 7 دول على الأقل، من بينها النمسا، والفاتيكان، وسويسرا، وتركيا، و3 دول خليجية، أبدت استعدادها لاستضافة اجتماع بين رئيسي أوكرانيا وروسيا، مضيفاً أن زيلينسكي مستعد للمشاركة في مثل هذا الاجتماع في أي وقت، لكنه اتهم بوتين بالمماطلة عبر طرح مقترحات وصفها بأنها غير مقبولة عن قصد.
ويسعى زيلينسكي للقاء بوتين لبحث شروط اتفاق محتمل، على الرغم من أن الجانبين ما زالا متباعدين، وحث واشنطن على فرض عقوبات على موسكو مرة أخرى إذا لم يوافق بوتين.
قمة الخميس
تستضيف فرنسا اجتماعاً عبر الإنترنت، الخميس، يضم نحو 30 دولة لمناقشة أحدث الجهود الرامية إلى توفير الدعم الأمني لأوكرانيا حال التوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا، ولإدانة “إحجام” موسكو عن التفاوض.
وذكر مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في بيان، الاثنين: “عقب الاجتماع الذي عُقد بين الأوروبيين والأميركيين في واشنطن في 18 أغسطس، سيناقش رؤساء الدول والحكومات العمل المتعلق بالضمانات الأمنية لأوكرانيا الذي أجري في الأسابيع القليلة الماضية، وسيقيّمون عواقب رفض روسيا المستمر لإحلال السلام”.
وأجرى ما يُسمى بـ”تحالف الراغبين”، الذي شكلته فرنسا وبريطانيا في فبراير، محادثات على مدى أشهر على مستويات مختلفة في مسعى لوضع خطط لما يمكن تقديمه عسكرياً لأوكرانيا لردع روسيا عن مهاجمتها مجدداً حالما تعلن الهدنة النهائية.
وباءت هذه الجهود بالفشل في الأشهر القليلة الماضية، إذ قالت الحكومات إن أي دور عسكري لأوروبا في أوكرانيا أو محيطها يتطلب ضمانات أمنية أميركية كدعم إضافي، ولكن لم تكن هناك مؤشرات تُذكر على أن إدارة الرئيس دونالد ترمب ستقدم هذه الضمانات.