اتهمت الحكومة السودانية المدعومة من الجيش، «قوات الدعم السريع» بشن «هجوم دموي» على منشآت نفطية مهمة لتصدير النفط الخام من جنوب السودان المتاخمة، في أحدث تصعيد تشهده الحرب الأهلية الدائرة منذ عامين.
ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء، اليوم الأحد، عن وزارة الخارجية قولها، في بيان، إن الهجوم الذي شنته «قوات الدعم السريع» حول حقول هجليج النفطية أمس السبت، «أسفر عن مقتل وإصابة عدد من العمال المدنيين». ولم تقدم الوزارة مزيدا من التفاصيل بشأن حجم الخسائر البشرية أو الأضرار.
وأضافت الخارجية، وفقا لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، أن «الحكومة السودانية قد تضطر إلى تعليق العمليات في الحقل، لأسباب أمنية، وإجلاء الموظفين لحماية أرواحهم».
جدير بالذكر أن حقول هجليج، الخاضعة لإدارة السودان، تقع في منطقة حدودية كانت محل نزاع مع جنوب السودان في وقت سابق.
في سياق متصل، قالت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية في شرق المتوسط، حنان بلخي، اليوم الأحد، إن نحو 260 ألف سوداني يواجهون أوضاعا إنسانية حرجة مع انعدام وصول المساعدات الإنسانية إلى مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور المحاصرة منذ أكثر من 500 يوم.
وأضافت، في منشور على منصة «إكس»، أن الاحتياجات الصحية في المدينة «حرجة»، مشيرة إلى تدمير 35 مرفقا صحيا، وتسجيل نحو خمسة آلاف حالة يشتبه في إصابتها بالكوليرا بينها 98 وفاة، إلى جانب معاناة حوالي 130 ألف طفل من سوء التغذية.
وأوضحت بلخي أن مخزونات الغذاء والإمدادات داخل المدينة نفدت منذ فترة طويلة، بينما تنتظر شحنات طبية في مدينة نيالا المجاورة ضمن قافلة تابعة للأمم المتحدة «جاهزة للتحرك بمجرد السماح لها بذلك».
ودعت المسؤولة الأممية إلى فتح ممرات إنسانية آمنة وفورية لإيصال المساعدات إلى الفاشر، مؤكدة أن «كل يوم تأخير يعني فقدان مزيد من الأرواح».
ويشهد السودان صراعا داميا منذ أبريل (نيسان) 2023 بين الجيش و«قوات الدعم السريع» أدى إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد الملايين داخل البلاد وخارجها، وسط تحذيرات دولية متزايدة من تفاقم الكارثة الإنسانية، خاصة في إقليم دارفور.