تعهد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان، الأربعاء، بإرساء الأمن في العاصمة الخرطوم من أجل عودة المواطنين، مشيراً إلى أنه أصدر توجيهات بإخلائها من القوات العسكرية ومظاهر التسليح.
وشدد البرهان، في مؤتمر صحافي نظمته وكالة الأنباء السودانية “سونا” بالخرطوم، على أن مجلس السيادة لن يتدخل في عمل الجهاز التنفيذي والحكومة المدنية التي يقودها كامل إدريس، لافتاً إلى أن الحرب لن تتوقف حتى يتم القضاء على قوات الدعم السريع أو أن يضعوا السلاح.
وأشار أن الدمار الذي شهدته العاصمة “يكشف حجم وشراسة المعارك التي دارت فيها”، كما أكد على “مضي الدولة في حفظ الأمن، وتقديم الخدمات للمواطنين لتسهيل عودتهم إلى منازلهم”.
وجدد البرهان عزم الجيش على “إخلاء الخرطوم من المظاهر المسلحة، وضبط حمل السلاح، ومنع تحرك العربات بدون لوحات”، مؤكداً “تقديم العون للجنة العليا لتهيئة البيئة لعودة المواطنين للخرطوم”.
“العودة إلى الديار”
وخلال حضوره الاجتماع الدوري للجنة العليا للطوارئ وإدارة الأزمات بولاية الخرطوم، أعرب البرهان، في وقت سابق الأربعاء، عن “عزم الحكومة على توفير كافة الخدمات الضرورية للمواطنين، وتهيئة البيئة الملائمة للعودة إلى ديارهم للمشاركة في جهود البناء ومسيرة التنمية المنشودة”، مشدداً على ضرورة تسريع تنفيذ هذه الإجراءات.
وسبق أن أعلن رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس، عن خطة حكومية شاملة لإعادة تأهيل البنية التحتية في العاصمة الخرطوم التي دمرتها الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين.
وتستهدف خطة إعادة التأهيل إكمال العمل في الجسور خلال 3 أشهر، بينما تمتد خطة تهيئة العاصمة بالكامل إلى فترة تتراوح بين 6 إلى 9 أشهر.
ووجه إدريس نداءً إلى الكوادر الهندسية والطبية والفنية في الداخل والخارج للمشاركة في جهود إعادة الإعمار.
أزمة الفاشر
وأعرب البرهان، الأربعاء، عن سعي قواته للقتال في الفاشر والجنينة وكادوقلي وفي كل شبر “حتى تتحرر أرض السودان”، وقال، إن “الجهود متواصلة على مدار الساعة في سبيل تحقيق هذه الغاية، وستكلل بالنجاح قريباً”.
ويعاني مئات الآلاف من المحاصرين في آخر معقل للجيش السوداني في منطقة دارفور بغرب البلاد من نفاد الطعام والتعرض للقصف المدفعي المتواصل والهجمات بالطائرات المسيرة، بينما يواجه الفارون خطر الإصابة بالكوليرا والاعتداءات العنيفة.
والفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، هي أكبر جبهة قتال متبقية في المنطقة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وتتعرض المدينة للقصف في لحظة فارقة في الحرب الأهلية التي دخلت الآن عامها الثالث.
وحذّر نائب حاكم إقليم دارفور في السودان مصطفى تمبور، الثلاثاء، من تفاقم الكارثة الإنسانية في مدينة الفاشر نتيجة الحصار المفروض من قِبل قوات الدعم السريع منذ أكثر من عامين، مشيراً إلى أن حياة آلاف المدنيين أصبحت مهددة بشكل مباشر في ظل انعدام الخدمات الأساسية واستمرار القصف العشوائي.
وأطلقت “شبكة أطباء السودان”، نداءً إنسانياً عاجلاً لما تتعرض له مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور من “حصار مطبق”.
ووفقاً للنداء، أدى “الحصار”، ومنع دخول المساعدات الإنسانية من قبل قوات “الدعم السريع”، إلى تدهور الأوضاع المعيشية والصحية بشكل كارثي، حيث بلغت مستويات الجوع المرحلة الثالثة (الطوارئ) بحسب التصنيفات الدولية لانعدام الأمن الغذائي ما يعرض آلاف الأطفال والنساء إلى خطر الموت بالجوع.