يكافح أكثر من 1300 رجل إطفاء للسيطرة على 3 حرائق غابات كبيرة في وسط البرتغال وشمالها، الثلاثاء، بدعمٍ من عشرات الطائرات التي تلقي بالمياه، ووضعت السلطات معظم البلاد في حالة تأهب قصوى من الحرائق بعد استمرار الطقس الحار لأسابيع.
وأجلت خدمة الحماية المدنية في منطقة أروكا، على بعد حوالي 300 كيلومتراً شمالي لشبونة، عشرات القرويين من منازلهم، وأغلقت منطقة جذب سياحي شهيرة، ويستعر في المنطقة أكبر الحرائق منذ الاثنين.
وإلى أبعد من ذلك في الشمال، يشتعل حريق غابات منذ السبت في متنزه بينيدا-جيريس الوطني بالقرب من الحدود الإسبانية، مما أدى إلى دخان كثيف أحاط بالقرى المجاورة، واستدعى إصدار أوامر للسكان بالبقاء في منازلهم في عدة مناسبات.
حرائق الغابات في البرتغال
وأرسلت إسبانيا عدة طائرات رش بالمياه للمساعدة في السيطرة على الحرائق بالمنطقة.
واشتعلت ثلاثة من حرائق الغابات في منطقة قشتالة وليون الإسبانية في وقت مبكر من الثلاثاء، وكان أشدها بالقرب من أفيلا على بعد حوالي 100 كيلومتر غربي مدريد.
وصدرت أوامر لسكان بلدة مومبلتران بالبقاء في منازلهم بسبب الدخان.
ومن الشائع أن تشهد منطقة البحر المتوسط مناخاً حاراً جافاً في الصيف، لكن موجات الحر الشديد ساهمت في اندلاع حرائق غابات مدمرة في السنوات القليلة الماضية، وسط ارتفاع سريع في درجات الحرارة في أنحاء العالم، أحد أبرز مظاهر تغير المناخ.
وفي أغسطس الماضي، حذر باحثون من ارتفاع معدلات انبعاثات الكربون الناتجة عن حرائق الغابات على مستوى العالم، في ظل المخاطر المتزايدة جراء موجات الاحترار، وتغير المناخ، وفق دراسة نشرته دورية “Earth System Science Data”.
حرائق الغابات
وأضافت الدراسة، التي أعدها فريق علمي دولي متعدد التخصصات، أن “الإمكانات المتزايدة لاندلاع حرائق الغابات في ظل تغير المناخ يشكل مصدر قلق ملح، فمع ارتفاع درجات الحرارة العالمية، ترتفع وتيرة وشدة الجفاف والطقس الملائم للحرائق، ما يؤدي إلى انخفاض الرطوبة في الغطاء النباتي، وتجهيز الغابات لحرائق أكثر شدة وكثافة”.
بالإضافة إلى تغير المناخ، يرجع اندلاع الحرائق إلى عوامل مختلفة، بما في ذلك الأنشطة البشرية، وتغيرات استخدام الأراضي، والتحولات البيئية، وأصبحت حرائق الغابات شائعة بشكل متزايد في جميع أنحاء العالم، مع وقوع أحداث متطرفة في مناطق مثل أستراليا، والولايات المتحدة، وسيبيريا، وأوروبا، وأميركا الجنوبية.
وقال المؤلف المشارك في الدراسة، دوجلاس كيلي، وهو كبير علماء الحرائق في مركز المملكة المتحدة لعلم البيئة والهيدرولوجيا، إنه وطالما استمرت انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الارتفاع، فإن خطر اندلاع حرائق الغابات الشديدة سوف يتصاعد.
ويمكن تقليل الزيادة في احتمالات اندلاع حرائق الغابات الشديدة في المستقبل، من خلال تقليل انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي.
سيناريو الانبعاثات المنخفضة
كما يمكن الحد من احتمالات اندلاع حرائق شديدة في المستقبل باتباع سيناريو الانبعاثات المنخفضة، ففي غرب الأمازون، من المتوقع ألا يكون تواتر الأحداث مثل 2023-2024 أكبر في عام 2100 مما هو عليه في العقد الحالي في ظل سيناريو الانبعاثات المنخفضة.
وتسلط الدراسة الضوء على الحاجة الملحة إلى الحد بسرعة من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي، وإدارة الغطاء النباتي من أجل تقليل مخاطر وتأثيرات حرائق الغابات الشديدة بشكل متزايد على المجتمع والنظم البيئية.
وبالنسبة لموسم 2024-2025، أشارت التوقعات إلى استمرار احتمالية الطقس الحار، والجاف، والعاصف للحرائق في أجزاء من أميركا الشمالية والجنوبية، والتي قدمت ظروفاً مواتية لحرائق الغابات في كاليفورنيا، وألبرتا، وكولومبيا البريطانية، وفي بانتانال البرازيلية في يونيو ويوليو.