وقالت الهيئة الفيدرالية للإحصاء إن الناتج الصناعي تراجع بنسبة 1.9% على أساس شهري، وهو انخفاض تجاوز توقعات المحللين الذين رجحوا تراجعا بنحو 0.5% وفقا لاستطلاع أجرته وكالة “رويترز”.
إقرأ المزيد

وأضافت الهيئة أن الإنتاج الصناعي وصل إلى أدنى مستوياته منذ مايو 2020، وهو الشهر الذي شهد انكماشا حادا بفعل تداعيات الجائحة.
وأشارت مقارنة بيانات الإنتاج على مدى ثلاثة أشهر إلى انخفاض بنسبة 1.0% خلال الربع الثاني من العام، ما يعيد حجم الإنتاج إلى المستويات التي سُجلت آخر مرة في النصف الأول من عام 2020.
وقالت فرانزيسكا بالماس، كبيرة الاقتصاديين لشؤون أوروبا في مؤسسة “كابيتال إيكونوميكس”، إن البيانات الجديدة أظهرت أن التراجع في الإنتاج الصناعي لا يزال مستمرا في عام 2025، على الرغم من أنه كان يبدو في وقت سابق من العام أن القطاع بدأ يتعافى من التراجع الحاد في 2024.
وأكدت أن التوقعات المتوسطة الأجل للصناعة الألمانية ما تزال ضعيفة، في ظل تباطؤ النمو في أوروبا والصين، إلى جانب تصاعد المنافسة من جانب المصنعين الصينيين، ما يشكل عبئًا كبيرًا على الطلب على السلع الصناعية الألمانية.
وأوضحت الهيئة أنها قامت بمراجعة بيانات شهر مايو، حيث أظهرت التقديرات النهائية تراجعًا بنسبة 0.1%، مقارنة بزيادة أولية بلغت 1.2%. وبيّنت أن سبب المراجعة يعود إلى تصحيحات واردة من مؤسسات في قطاع صناعة السيارات.
وأشارت البيانات إلى أن الإنتاج الصناعي سجل انخفاضا بنسبة 1% على أساس ربع سنوي في الربع الثاني من العام، وهو ما يعني، بحسب فرانزيسكا بالماس، أن القطاع الصناعي ساهم في تقليص الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.3% خلال تلك الفترة.
وفي سياق متصل، أظهرت بيانات نشرت يوم الأربعاء أن الطلبيات الصناعية الألمانية انخفضت بنسبة 1% في يونيو بشكل غير متوقع، في تراجع للشهر الثاني على التوالي بسبب ضعف الطلب من الخارج.
وكانت التقديرات الأولية قد أظهرت انكماش الاقتصاد الألماني بنسبة 0.1% خلال الربع الثاني من العام، في ظل تباطؤ الطلب من الولايات المتحدة، بعد شهور من ارتفاع حجم المشتريات تحسبًا لفرض رسوم جمركية.
وفي الوقت الذي واصلت فيه الصناعة الألمانية تراجعها، سجلت الصادرات ارتفاعا بنسبة 0.8% على أساس شهري في يونيو، متجاوزة التوقعات التي أشارت إلى زيادة بنحو 0.5%.
وذكرت الهيئة الفيدرالية للإحصاء أن الصادرات إلى دول الاتحاد الأوروبي ارتفعت بنسبة 2.4%، في حين انخفضت الشحنات المصدرة إلى دول من خارج التكتل بنسبة 1.2%.
وأظهرت البيانات أن الصادرات إلى الولايات المتحدة انخفضت بنسبة 2.1% مقارنة بشهر مايو، لتسجل ثالث تراجع شهري على التوالي، وتصل إلى أدنى مستوياتها منذ فبراير 2022.
ويتوقع أن يتأثر الاقتصاد الألماني المعتمد على التصدير بشدة من الرسوم الجمركية الأمريكية، إذ كانت الولايات المتحدة أكبر شريك تجاري لألمانيا في عام 2024، حيث بلغ حجم التبادل التجاري الثنائي للسلع 253 مليار يورو.
كما أوضحت الهيئة أن الواردات الألمانية ارتفعت بنسبة 4.2% في يونيو، على أساس معدل موسمي وتقويمي، مقارنة بشهر مايو.
وذكرت أن فائض الميزان التجاري الألماني تقلّص إلى 14.9 مليار يورو (17.39 مليار دولار) في يونيو، مقابل 18.5 مليار يورو في مايو، و20.3 مليار يورو في يونيو من عام 2024.
المصدر: “رويترز”
إقرأ المزيد
انكماش الاقتصاد الألماني
أظهرت بيانات نهائية أصدرها مكتب الإحصاء الاتحادي انكماش الاقتصاد الألماني بأكثر من المتوقع خلال الربع الرابع من عام 2024، حيث تراجع إجمالي الناتج المحلي بنسبة 0.2%.