
تتزايد المخاوف من انفجار الوضع الأمني في المخيمات الفلسطينية في لبنان، خاصة مع اقتراب موعد تنفيذ خطة نزع السلاح داخلها، والتي تُعد المرحلة الثانية من خطة بدأ تنفيذها منذ أكثر من عام، والتي شملت نزع السلاح خارجها.
وتتمثل أبرز المخاوف في استمرار وجود مجموعات مسلحة داخل المخيمات، خاصة في مخيم عين الحلوة، الذي يُعتبر بؤرة توتر رئيسية. هذه المجموعات، مثل “عصبة الأنصار” و”جند الشام”، قد تكون قادرة على تفجير الوضع في أي لحظة، لولا التوافق بين حركتي “فتح” و”حماس” على ضمان استقرار المخيمات. كما أن هذه المجموعات تُشكل تهديدًا للأمن اللبناني، حيث يُنظر إلى المخيمات كملاذ آمن للهاربين من القانون..
ورغم التحديات، تُبذل جهود لتنفيذ خطة نزع السلاح داخل المخيمات حيث يفترض أن تُصبح هذه المخيمات خالية من السلاح خلال عام من الآن، إذا كان هناك استقرار سياسي في لبنان، بعد أن أصبحت غالبية الفصائل الفلسطينية على قناعة تامة بأن السلاح لم يعد له قيمة سوى التسبب في مزيد من الأضرار، حيث يُقتل العديد من الفلسطينيين المدنيين والحزبيين سنويًا بسبب السلاح المتفلت داخل هذه المخيمات.
واذا كانت زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس منذ اسبوعين الى لبنان أحرزت تقدماً واضحاً في تنفيذ خطة نزع السلاح، الا انه تبقى هناك تحديات كبيرة. تتمثل في وجود مجموعات مسلحة غير منضوية تحت الفصائل الرئيسية، مثل الفصائل الإسلامية المتطرفة، التي ترفض تسليم سلاحها. كما أن الوضع الأمني المعقد في مخيم عين الحلوة، حيث تتوزع السيطرة بين فصائل متعددة، يزيد من صعوبة تنفيذ الخطة.
وعلى الرغم من أن كل المواقف والاجراءات توحي بأن خطة نزع السلاح داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان تسير في الاتجاه الصحيح، تبقى المخاوف من انفجار الوضع قائمة، ولذا يتطلب الأمر تعاونًا مستمرًا بين الفصائل الفلسطينية والحكومة اللبنانية، بالإضافة إلى دعم المجتمع الدولي، لضمان تنفيذ الخطة بنجاح وتحقيق الاستقرار في المخيمات.