
في ظل التوترات الأمنية التي تعيشها بعض المناطق السورية بين وقت وآخر، تزداد المخاوف لدى طوائف الاقلية من إمكانية استهداف دور العبادة مجددًا. ومع تفجير كنيسة مار إلياس الأرثوذكسية في دمشق، يبقى السؤال مطروحًا حول احتمالية تكرار سيناريو مشابه، خصوصًا أن سوريا شهدت خلال سنوات الحرب الطويلة عشرات الاعتداءات على الكنائس والمساجد على حد سواء.
اليوم، ومع تحسّن نسبي في الوضع الأمني داخل دمشق ومحيطها، لا تزال بعض المناطق عرضة لاختراقات أو جرائم فردية، وهو ما يجعل دور العبادة بحاجة دائمة لحماية متواصلة.
وفقًا لمصادر من داخل دمشق، لا توجد حالياً مؤشرات على وجود تهديدات مباشرة ضد الكنائس. ومع ذلك، يشير مراقبون إلى أن احتمالية التكرار لا يمكن استبعادها كلياً، في ظل ثلاثة عوامل أساسية: الهشاشة الأمنية في بعض الأطراف والمناطق الريفية، الاستغلال الطائفي في الصراعات السياسية أو الاجتماعية، وضعف الرادع القانوني في حالات الاعتداء على الرموز الدينية.
وترى المصادر أن الخطورة لا تكمن فقط في الفعل ذاته، بل في أثره الرمزي والطائفي، اذ ان مجرد إشاعة عن تفجير أو قتل في كنيسة كفيل بإثارة ذعر واسع، خصوصًا إذا لم يكن هناك خطاب وطني جامع”.
وفي رأي المصادر انه ولحماية دور العبادة من أي تهديد مستقبلي، على الحكومة السورية اعطاء التعليمات للاجهزة المختصة، لتشديد الحراسة في محيط الكنائس خلال الأعياد والقداديس، وتعزيز التنسيق بين رجال الدين والأجهزة الأمنية المحلية.
وشددت المصادر على أن يقظة المجتمع، وسرعة استجابة المؤسسات الدينية، وتعاون الأجهزة الأمنية، هي خط الدفاع الأول في منع تكرار أي حادث من هذا النوع.