
في زيارة تحمل دلالات إيجابية ومريحة، يعود المبعوث الفرنسي الخاص إلى لبنان، جان إيف لودريان، إلى بيروت بعد عطلة عيد الأضحى المبارك، حيث يُتوقَّع أن يُجري سلسلة لقاءات مع المسؤولين اللبنانيين. وهذه المرة، ستغيب السياسة عن هذه اللقاءات لتحلّ محلها مسألة إعادة إعمار لبنان، والاطلاع على ما نفّذته الحكومة من إصلاحات كشرطٍ لدعم المجتمع الدولي للبنان.
ولودريان، بحسب مصادر سياسية مطّلعة، سيحثّ الدولة اللبنانية على ضرورة تسريع تنفيذ الإصلاحات المطلوبة من قبل صندوق النقد الدولي، لا سيّما في قطاع الكهرباء، والنظام المصرفي، ومكافحة الفساد، وهي شروط أساسية لاستعادة ثقة المجتمع الدولي والدخول في برامج دعم حقيقية. وهو سيؤكد للمسؤولين اللبنانيين أنّ فرنسا مستعدة لتقديم الدعم التقني والسياسي للبنان، لكنها تعتبر أنّ “الكرة في ملعب اللبنانيين”، وعليهم الاستمرار في اتخاذ خطوات حقيقية وشفافة نحو الإصلاح.
كما أنّ الموفد الرئاسي الفرنسي سيؤكد دعم فرنسا الدائم لقوات اليونيفيل، وسيُشدد على ضرورة احترام القرار 1701 من الجانبين اللبناني والإسرائيلي، ومواصلة التنسيق بين الجيش اللبناني والقوات الدولية للحفاظ على الاستقرار.
وممّا لا شك فيه أنّ لودريان سيحمل رسالة مباشرة إلى القوى السياسية مفادها أنّ الدعم الفرنسي والدولي ليس شيكًا على بياض، بل إنه مرتبط بقدرة اللبنانيين على تنفيذ التزاماتهم، وتحديدًا الالتزام بالإصلاحات.
وفي رأي المصادر السياسية، فإنّ العودة الفرنسية إلى لبنان بهذا الزخم، تَشي بأنّ المجتمع الدولي لم يتخلَّ عن لبنان، لكنه يطالب بخطوات إصلاحية واضحة، إذ إنّ ما قامت به الحكومة من إصلاحات جيد، لكنه غير كافٍ لكي يطمئن قلب المجتمع الدولي ويكون مرتاحًا على مصير الدعم الذي سيقدمه للبنان في عدّة مجالات.