
يشهد لبنان ودول الجوار في الشرق الأوسط ارتفاعًا غير مسبوق في درجات الحرارة خلال هذا الصيف، ما يُنذر بعواقب بيئية، صحية، واقتصادية جسيمة إذا لم تُتخذ إجراءات جذرية للتأقلم مع الأزمة المناخية المتفاقمة.
وتشير بيانات الأرصاد الجوية إلى أن لبنان سجل حتى الآن درجات حرارة تجاوزت ٤٢ درجة مئوية في بعض المناطق الساحلية والجبلية، مع توقعات بارتفاع إضافي في الأسابيع المقبلة. ولم يكن لبنان وحده في هذا المشهد الحار؛ فالدول المجاورة مثل سوريا، الأردن، فلسطين، والعراق شهدت هي الأخرى درجات حرارة قياسية، ما جعل صيف ٢٠٢٥ من بين الأشد حرارة في تاريخ المنطقة.
هذا الارتفاع الحاد في درجات الحرارة له تأثير مباشر على الصحة العامة، خصوصًا بين الفئات الهشّة ككبار السن، الأطفال، وذوي الأمراض المزمنة. وقد سجلت المستشفيات في بيروت، صيدا، وطرابلس ازديادًا ملحوظًا في حالات ضربات الشمس، التشنجات الحرارية، وأمراض الجهاز التنفسي.
وحذّر الأطباء من أن البنية التحتية الصحية اللبنانية، المتعبة أصلًا بفعل الأزمة الاقتصادية، غير قادرة على استيعاب ضغوط إضافية ناتجة عن موجات الحر.
وقد أثرت موجات الحر على الزراعة بشكل مباشر، مع تضرر المحاصيل الصيفية مثل البندورة، الخيار، والبطاطا، لا سيّما في المناطق البقاعية بسبب الجفاف وتراجع منسوب المياه في الأنهار والينابيع، وهو ما جعل أصحاب الصهاريج التي تنقل المياه إلى المنازل والمؤسسات يرفعون الأسعار بشكل غير مقبول، بعيدًا عن أية جهة تراقب أو تحاسب، وسط غياب خطط وطنية واضحة لإدارة الموارد المائية في ظل تغيّر المناخ.