
مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، تتجه أنظار الأسر، وخاصة الفقيرة، نحو الشواطئ باعتبارها المتنفس الأهم للهروب من لهيب الطقس وضغوط الحياة اليومية. لكن ما يُفترض أن يكون لحظة استجمام وسعادة، يتحول في كثير من الأحيان إلى مأساة، خاصة مع غياب الرقابة والإنقاذ على العديد من الشواطئ، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع مقلق في حالات الغرق، لا سيما بين صفوف الشباب والأطفال.
هذا المشهد يتكرر كل صيف، حيث يعج عدد كبير من الشواطئ بروادها، إلا أن مظاهر الإنقاذ والرقابة تبدو غائبة بشكل شبه كامل. فغياب رجال الإنقاذ المدرّبين، وعدم وجود إشارات تحذيرية أو خرائط توضّح مناطق الخطر، يضع المصطافين، خاصة الأطفال والمراهقين، في مواجهة مباشرة مع تيارات بحرية قوية ومفاجئة.
ووفق تقارير أولية لموسم الصيف الحالي، فإن عدد حالات الغرق المسجلة في بعض المناطق الساحلية عرف ارتفاعًا بنسبة تزيد على 30% مقارنة بالموسم الماضي، وسط صمت رسمي لافت، وتقصير واضح من السلطات المعنية بشؤون السلامة البحرية. واللافت أن معظم الحوادث المسجلة وقعت في أماكن غير محروسة، حيث يغامر الأطفال بالنزول إلى البحر دون إشراف أو وعيٍ بخطورته.
ويحذر خبراء في مجال السلامة البحرية من أن الأطفال هم أكثر عرضة للغرق، بسبب ضعف قدرتهم على السباحة، إضافة إلى عدم وجود إشراف كافٍ من أولياء الأمور أو الجهات المختصة، ما يجعلهم ضحايا محتملين في كل لحظة.
لا شك أن غياب الرقابة على الشواطئ لا يمكن حصر أسبابه في جهة واحدة، إذ تتوزع المسؤولية بين السلطات المحلية، التي غالبًا ما تتقاعس عن توفير عناصر إنقاذ وتسييج المناطق الخطرة، وبين الأسر التي تترك أبناءها دون متابعة، بالإضافة إلى تقصير الإعلام في التوعية بمخاطر السباحة في الأماكن غير المجهّزة.