
بقلم ناشر موقع رأي سياسي باسم المرعبي:
يحتفل لبنان غدًا الجمعة بعيد جيشه الوطني، وهو يوم يحمل في طياته الكثير من المعاني العميقة التي تتجاوز مجرد الاحتفال بمناسبة عسكرية. إنّه يوم لتكريم المؤسسة العسكرية التي تمثّل الدرع الحامي للوطن والشعب اللبناني. فالجيش اللبناني ليس فقط مؤسسة للحفاظ على الأمن والنظام، بل هو رمزية للوحدة الوطنية، والتضحية، والولاء، والشجاعة في مواجهة التحديات التي يواجهها لبنان على مرّ العصور.
لطالما كان الجيش اللبناني صامدًا في وجه العديد من التحديات التي مرّ بها لبنان، بدءًا من الحروب الداخلية، مرورًا بالاحتلال الإسرائيلي والعدوان المتكرّر، وصولًا إلى المواجهات مع الجماعات الإرهابية التي كانت تهدّد استقرار المنطقة. في كلّ هذه اللحظات التاريخية، أثبت الجيش اللبناني أنّه القوّة التي لا تتزحزح، والصخرة الصلبة التي يستند إليها اللبنانيون في أوقات المحن.
وما يجعل الجيش اللبناني مميزًا عن غيره من الجيوش هو ارتباطه العميق بكلّ فئات الشعب اللبناني، من دون تمييز بين طائفة وأخرى. في هذا اليوم، نستذكر العديد من الأبطال الذين ضحّوا بحياتهم من أجل حماية الأرض والإنسان. هؤلاء الأبطال الذين لم يتردّدوا لحظة في مواجهة الخطر، وكانت أرواحهم فداءً للوطن.
ويأتي هذا العيد ليعيد لنا التقدير لكلّ من يحمل الرتبة العسكرية، من الضابط إلى الجندي. هؤلاء الجنود الذين لا يملّون ولا يتعبون، يواجهون المخاطر والتحديات بحرفية، وأداءٍ مميز في ساحة المعركة وأثناء أوقات السلم. سواء في لبنان أو في إطار مهام حفظ السلام الدولية التي يشارك فيها الجيش اللبناني في مناطق عدّة حول العالم، يظلّ هذا الجيش رمزًا للقوة، والنزاهة، والإخلاص.
في هذا اليوم، لا يجب أن ننسى أنّ من واجبنا جميعًا تكريمهم، ليس فقط في هذا العيد، بل في كلّ يوم نعيش فيه بحريةٍ وأمان. فعندما نرى العلم اللبناني يرفرف في كلّ مكان، وعندما نشعر بالأمان في مدننا وقرانا، يجب أن نذكر أنّ هناك أبطالًا وراء هذه الأمانة، وهي أمانة الجيش اللبناني.
فليكن عيد الجيش اللبناني هو مناسبة لبثّ روح التضامن والوحدة بين جميع أبناء الوطن. وليكن أيضًا فرصة لإعادة تأكيد التفاف الشعب اللبناني حول مؤسسته العسكرية، ولإعادة التأكيد على أنّ الجيش اللبناني ليس ملكًا لطائفة أو فئة معيّنة، بل هو مؤسسة وطنية جامعة، تجمع تحت لوائها كلّ اللبنانيين من كافة المناطق والطوائف.