
أثار الموفد الأميركي الخاص إلى لبنان، توم براك، جدلاً واسعاً في الأوساط الإعلامية والسياسية بعد تصرّفه المسيء تجاه الصحافيين في القصر الجمهوري. تلك الإهانة التي وجّهها براك لعدد من الصحافيين أثارت تساؤلات عديدة حول ما إذا كانت زلّة لسان عابرة، أم أن وراءها رسالة سياسية مشفّرة موجهة نحو الإعلام اللبناني؟
الواقعة التي شهدها القصر الجمهوري كانت صادمة للكثيرين. توم براك، الذي كان في مهمة دبلوماسية تمثّل الإدارة الأميركية، وجّه كلمات قاسية لعدد من الصحافيين الذين كانوا حاضرين لتغطية زيارته لرئيس الجمهورية العماد جوزاف عون. ووفقاً لشهادات الصحافيين، كان تصرّف براك بعيداً عن المعتاد في مثل هذه المناسبات الرسمية، حيث تم توجيه انتقادات غير مبرّرة للصحافة المحلية، وهو ما أثار تساؤلات حول دوافعه.
من وجهة نظر البعض، قد تكون هذه الإهانة مجرّد زلّة لسان ناتجة عن ضغوط نفسية، وهو ما يجعل من الصعب على الموفدين الدوليين في بعض الأحيان السيطرة على أعصابهم في مواقف كهذه. ولكن، يبقى السؤال الأهم: هل كانت تلك الإهانة عرضية أم كان وراءها هدف سياسي أو رسائل خفية؟
فإذا كانت هذه الإهانة جزءاً من رسالة مقصودة، فقد تعكس رغبة من بعض الأطراف الدولية في الضغط على وسائل الإعلام لتخفيف حدة الانتقادات، أو ربما محاولة لتوجيه رسالة بأن هناك حدوداً للنقد في الأوقات العصيبة. وفي هذا السياق، قد يكون التصريح بمثابة رسالة غير مباشرة من جانب الإدارة الأميركية مفادها أن على الإعلام اللبناني أن يتوخى الحذر في تناول قضايا معينة، خاصة تلك المتعلقة بالشؤون الداخلية أو التدخّلات الأجنبية.
وفي جميع الأحوال، تبقى حادثة إهانة توم براك للصحافيين في القصر الجمهوري علامة استفهام كبيرة في العلاقة بين الدبلوماسيين الغربيين والإعلام اللبناني. سواء كانت زلّة لسان غير مقصودة أو رسالة سياسية تهدف إلى إرسال إشارات خفية.