
أثناء زيارة رسمية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته بريجيت إلى فيتنام، التقطت عدسات الكاميرا لحظة مثيرة للجدل أثارت تفاعلاً واسعًا على وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي: بريجيت ماكرون تدفع وجه زوجها بيدها أثناء نزولهما من الطائرة. ورغم أن اللحظة بدت عابرة وسريعة، فإنها سرعان ما تحولت إلى مادة دسمة للنقاش العام والإعلامي، خاصة في فرنسا.
لم يبدُ الإعلام الفرنسي متعجّلًا في إدانة أو تحليل المشهد، بل تعامل بحذر في البداية، ربما لتفادي التسرع في الحكم على لحظة قد تُفسَّر على أنها “مزاح عائلي”. كثير من الصحف الكبرى مثل Le Monde وLe Figaro تناولت الحادثة بعبارات معتدلة، مركّزة على التفسير الرسمي الصادر عن قصر الإليزيه، والذي وصف الحادثة بأنها “لحظة فكاهية” و”مزحة خاصة بين الزوجين”.
الرئيس ماكرون معروف في فرنسا بأنه يهتم جدًا بصورته العامة، ويحرص على الظهور بمظهر المتماسك والمتحكم. هذه الحادثة، حتى وإن كانت بسيطة، ألقت ظلالًا من السخرية والحرج على صورته، خصوصًا أن البعض في الإعلام وصف المشهد بأنه “مهين” أو “كاشف لتوازن القوة الغريب بين الزوجين”.
في البرامج الحوارية الفرنسية مثل Touche Pas à Mon Poste وQuotidien، نوقشت الحادثة بأسلوب ساخر، حيث حاول البعض التقليل من أهميتها، بينما انتقد آخرون ما اعتبروه تطبيعًا لسلوك يمكن اعتباره غير لائق أو حتى عنيفًا في سياق عام.
لم يقتصر التفاعل على الإعلام فقط، بل اجتاحت منصات التواصل الاجتماعي موجات من التعليقات، تراوحت بين مؤيدين يرون أن الحادثة “مزحة عفوية” لا تستحق هذا التضخيم، وساخرين وصفوا ماكرون بـ”الرئيس المُهان” أو “المطيع لزوجته”.
الحادثة سلّطت الضوء على جانب حساس في الإعلام الفرنسي: التعامل الانتقائي مع مشاهد الإيذاء أو العنف الرمزي بناءً على جنس الطرفين المعنيين. فبينما يُدان الرجل بشدة في حال ارتكابه تصرفًا مشابهًا تجاه امرأة، غالبًا ما تُبرَّر التصرفات الأنثوية تحت مسمى “الطرافة” أو “المزاح”.
هذا الأمر أثار نقاشًا أخلاقيًا حول ضرورة توحيد المعايير في تغطية مثل هذه المواقف، سواء كان الضحية رجلًا أو امرأة.
تُظهر حادثة “دفع الوجه” من بريجيت ماكرون لزوجها الرئيس الفرنسي كيف يمكن للحظات بسيطة وعفوية أن تتحول إلى جدل وطني ودولي، خصوصًا عندما يكون الأمر متعلقًا بشخصية عامة بحجم رئيس دولة.