أفاد مستشفى المعمداني في البلدة القديمة بمدينة غزة بوصول جثمان الصحافي والناشط الإعلامي صالح الجعفراوي الذي سقط مساء الأحد، بعدة رصاصات أثناء قيامه بإعداد تقرير حول الاشتباكات بين أفراد من عائلة “دغمش” وعناصر الشرطة في حي الصبرة غرب مدينة غزة.
وقال مصدر أمني من “حماس” في غزة إن أجهزة الشرطة والأمن بدأت خطة لمعالجة “الانفلات الأمني وضبط مجموعة من الخارجين عن القانون” في حي الصبرة.
وذكر شهود عيان أن اشتباكات عنيفة تدور في الصبرة، حيث أصيب عدد من عناصر الأمن التابعين لـ”حماس”.
وأشارت تقارير إلى أن من بين المصابين، نعيم نعيم وهو نجل القيادي في حماس باسم نعيم، واصفة حالته بـ”الحرجة”.
تحركات ميدانية
وبحسب مصادر ميدانية خاصة في غزة، وبعد ساعات من دخول اتفاق وقف إطلاق النار المبرم بناءً على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب حيّز التنفيذ، بدأت حركة حماس بتنفيذ خطوات ميدانية سريعة تهدف إلى إعادة فرض حضورها الأمني والعسكري في المناطق التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي، في مشهد يعكس رغبتها في تأكيد السيطرة على الأرض.
وأوضحت المصادر أن حركة حماس نشرت ما يزيد على 7 آلاف من عناصرها في مختلف مناطق القطاع، وتركّز الانتشار في أحياء غزة وخان يونس والوسطى، حيث شوهدت وحدات من كتائب “القسام”، الجناح العسكري للحركة، والشرطة العسكرية وهي تعيد نَصب الحواجز وتُسيّر الدوريات المسلحة، في خطوة بدت كاستعراض منظّم لـ”سيادة ما بعد الحرب”.
وفي منطقة الصبرة وسط مدينة غزة، اقتحمت قوة كبيرة تابعة لـ”حماس” صباح الأحد، مربع عائلة دغمش، بعد توتر أمني نجم عن تحدي بعض أفراد العائلة لسلطة الحركة ورفضهم تسليم أسلحة أو عناصر ملاحقين.
وتحدَّث شهود عيان عن أن العملية تخللها إطلاق نار كثيف واعتقالات، وسط محاولات من الوجهاء لاحتواء الموقف.
وفي سياق متصل، شرعت فرق أخرى من عناصر حماس في تنظيم حركة السير والشارع، وإزالة الركام من بعض المحاور الحيوية، كما رُصدت أعمال تجهيزٍ داخل عدد من الأبنية في خان يونس يُعتقد أنها مخصّصة لاستقبال الأسرى الفلسطينيين المتوقع الإفراج عنهم ضمن المرحلة الأولى من الاتفاق.
فيما قال مصدر أمني: “التعليمات متركزة على 3 ملفات هي: العملاء، واللصوص، ومثيري المشاكل من العائلات وقطاع الطرق”.
وأضاف: “فيما يخص عائلة المجايدة، أرسلت وسطاء كثر لتسوية أمورها، وبعض ممن أرسلتهم كوسطاء شخصيات قيادية في الجهاد الإسلامي”.
وأكد: “عليهم تسليم أشخاص قاموا بإثارة الفوضى والفلتان وأيديهم ملطخة بالدماء كما يجب أن يسلموا أسلحتهم قبل أي حل نهائي”.
واستدرك بالقول: “لكن حتى الآن لا يوجد توجّه نحو التعامل الأمني مع المجايدة في وقت تستعد فيه العائلة للاستجابة للنظام”.