رجل من تكساس يُتهم بقتل لاجئ أفغاني ساعد القوات الأميركية في تفكيك القنابل
عبّر شقيق لاجئ أفغاني كان يعمل ضمن فريق متخصص في تفكيك العبوات الناسفة لدعم القوات الأميركية خلال الحرب في أفغانستان، عن مرارته إزاء تأخر العدالة أكثر من ثلاثة أشهر لتوجيه اتهامات رسمية إلى رجل من تكساس يُشتبه في قتله شقيقه إثر نزاع بسيط حول موقف سيارات.
في السابع والعشرين من أبريل (نيسان) الماضي، لقي عبد الرحمن وزيري (31 عاماً) حتفه برصاصة قاتلة بينما كان يتسلم بريده في مجمع سكني بهيوستن، في حين كان المشتبه به حاضراً في مكان الحادث، وقد سلم نفسه للشرطة على الفور، وفقاً للسلطات.
وأفادت تقارير الشرطة بأن كاتيا تريفون بوجير (31 عاماً) اعترف للضباط بأنه تشاجر مع الضحية بسبب موقف سيارات، بحسب تقرير لـ«أسوشييتد برس» الجمعة.
وفي بيان بعد يوم من الحادث، ذكرت شرطة هيوستن أنه «بعد التشاور مع مكتب المدعي العام لمقاطعة هاريس كاونتي، تم إطلاق سراح الرجل، واستُكملت التحقيقات».
وفي 17 يونيو (حزيران)، أعلنت الشرطة أنه ستتم إحالة القضية إلى هيئة محلفين كبرى.
وفي يوم الاثنين، وُجّهت إلى بوجير تهمة القتل. ولم يجر اعتقاله بعد توجيه التهمة، بل صدر بحقه أمر استدعاء للمثول أمام المحكمة في 5 أغسطس (آب).
وقال عبد الله خان، الشقيق الأكبر لوزيري، إن عائلته أصيبت بخيبة أمل لأن القضية لم تشهد أي تطورات على مدى شهور.
وأضاف خان (36 عاماً) في مقابلة هاتفية مع وكالة «أسوشييتد برس»: «كان الأمر محزناً للغاية… شعرنا بالعجز. لا يمكنني تصور أن يقتل أحدهم شخصاً بلا سبب، ثم يظل حراً طليقاً لأشهر. إنه أمر فظيع».
يُذكر أن الضحية وشقيقه كانا ضمن «الفريق الوطني الأفغاني لإزالة الألغام»، وهي وحدة عسكرية متقدمة تعاونت مع القوات الخاصة الأميركية والكوماندوز الأفغاني في تفكيك القنابل والعبوات الناسفة.
وفي مايو (أيار)، أرسل عدد من أفراد القوات الخاصة الأميركية ممن عملوا مع تلك الوحدة، رسالة إلى مدعي مقاطعة «هاريس كاونتي»، شون تير، يطالبون باتخاذ إجراء في القضية. كما أطلقت مؤسسة «1208» عريضة عبر موقع Change.org تطالب بتوجيه الاتهام للمشتبه به، وقد جمعت أكثر من 86 ألف توقيع. وتقدم المؤسسة الدعم للأفغان الذين عملوا مع القوات الخاصة الأميركية في إزالة المتفجرات.
أما مكتب المدعي العام للمقاطعة فقد رفض التعليق على القضية. وقالت المتحدثة كورتني فيشر في بريد إلكتروني: «ما دامت القضية لا تزال قيد النظر، فإن سياستنا تمنعنا من مناقشة أي تفاصيل تتعلق بالتحقيق».
ولم تُسجل سجلات المحكمة محامياً يمثل بوجير، ولم يرد فوراً على بريد إلكتروني طُلب فيه التعليق. وقال عمر خواجة، محامي عائلة وزيري، إن بوجير ادّعى أنه أطلق النار على وزيري دفاعاً عن النفس.
وأضاف: «كان وزيري معروفاً بلطفه وهدوئه… لم يكن من النوع الذي يفقد أعصابه بسبب موقف سيارات».
وذكر خان أن شقيقه أوقف سيارته أمام صناديق البريد في المجمع السكني وكان يلتقط بريده عندما واجهه بوجير. وقال إن شاهداً على المواجهة الجسدية بين الرجلين أفاد بأن وزيري لم يكن المعتدي، بل رفع يديه وقال لبوجير: «لا تطلق النار».
عمل خان مع وحدة إزالة الألغام من عام 2008 حتى قدومه إلى الولايات المتحدة في 2020، بينما خدم وزيري في الوحدة من عام 2016 حتى انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان في أغسطس (آب) 2021.