حذّر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الجمعة، دول الترويكا الأوروبية (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) من توجيه اتهامات “باطلة” لإيران بشأن برنامجها النووي، مؤكداً أن طهران سترد بحزم على “أي انتهاك لحقوقها”، حسبما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا”.
وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي أفادت فيه تقارير بأن الدول الأوروبية الثلاث، المعروفة باسم “الترويكا E3″، تستعد لدفع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إعلان إيران منتهكة لالتزاماتها المتعلقة بمنع الانتشار النووي، وذلك خلال اجتماع للمجلس الأسبوع المقبل.
وكتب وزير الخارجية الإيراني على “إكس”: “إيران تُتهم مجدداً بـ(عدم الامتثال) بعد سنوات من التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والذي أسفر عن قرار يُسقط (الادعاءات الخبيثة) بوجود بعد عسكري محتمل لبرنامجنا النووي السلمي”.
وتابع: “بدلاً من التفاعل بحسن نية، يختار الثلاثي الأوروبي (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا) التصرف الخبيث ضد إيران في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.
“خطأ استراتيجي كبير”
وزاد وزير الخارجية الإيراني قائلاً: “عندما تورطت مجموعة الدول الأوروبية الثلاث في نفس السلوك الخبيث عام 2005، كانت النتيجة، من نواحٍ عديدة، هي البداية الحقيقية لتخصيب اليورانيوم في إيران، فهل لم تتعلم مجموعة الدول الأوروبية الثلاث شيئاً حقاً خلال العقدين الماضيين؟”.
وأشار عراقجي إلى أن اتهام إيران زوراً بانتهاك الضمانات، استناداً إلى “تقارير رديئة ومسيسة”، يهدف بوضوح إلى إثارة أزمة.
وقال كبير الدبلوماسيين الإيرانيين في تحذير لمجموعة الدول الأوروبية الثلاث: “سجلوا كلماتي بينما تفكر أوروبا في خطأ استراتيجي كبير آخر: سترد إيران بقوة على أي انتهاك لحقوقها. يقع اللوم بالكامل على الجهات غير المسؤولة التي لا تتورع عن أي شيء لكسب الاهتمام”.
تحذيرات وكالة الطاقة الذرية
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قالت، في تقرير إلى الدول الأعضاء، الأسبوع الماضي، إن إيران نفذت في السابق أنشطة نووية سرية بمواد لم تعلن عنها للوكالة التابعة للأمم المتحدة، في 3 مواقع قيد التحقيق منذ فترة طويلة، فيما ذكرت طهران إنها ستتخذ “التدابير المناسبة” رداً على أي إجراء ضد إيران في اجتماع محافظي الوكالة.
وذكرت الوكالة الدولية أن إيران سرعت وتيرة إنتاج اليورانيوم المخصب إلى ما يقرب من مستويات صالحة للاستخدام العسكري، ودعت طهران إلى تغيير مسارها بشكل عاجل والامتثال لتحقيق الوكالة.
ويُشير التقرير إلى أنه حتى 17 مايو الجاري، جمعت إيران 408.6 كيلوجرام من اليورانيوم المخصب بنسبة نقاء تصل إلى 60%. بزيادة قدرها 133.8 كيلوجرام (294.9 رطل) منذ آخر تقرير للوكالة في فبراير.
كما قدّر تقرير الوكالة، وهو تقرير ربع سنوي، أنه حتى 17 مايو، بلغ إجمالي مخزون إيران من اليورانيوم المخصب 9247.6 كيلوجرام، والذي يشمل اليورانيوم المخصب إلى مستويات أقل. ويمثل ذلك زيادة قدرها 953.2 كيلوجرام منذ تقرير فبراير.
ووفقاً لتعريف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن 125 كيلوجراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة نقاء 20%، كاف نظرياً، إذا تم تخصيبه أكثر، لإنتاج قنبلة نووية.