نتنياهو يدرس استثمار حرب إيران في انتخابات خاطفة… لكن الاستطلاعات مُخيبة
في الوقت الذي كان يدرس فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إجراء انتخابات مبكرة «سريعة وخاطفة»، يجني فيها ثمار الحرب على إيران، داهمته استطلاعات رأى مُخيبة للمسار الذي يفكر فيه.
وأظهرت استطلاعات عدة للرأي أن الجمهور يرى في نتائج الحرب فعلاً «نصراً كبيراً، لكنه لا يعزو ذلك إلى نتنياهو بل إلى الجيش الإسرائيلي وجهاز الموساد (المخابرات الخارجية)، وتسببت هذه النتائج في خيبة أمل كبيرة جعلته يعيد النظر في موضوع الانتخابات ويرجح تركيز جهوده على البقاء في الحكم حتى نهاية الدورة، في أكتوبر (تشرين الأول) 2026.
وكشفت مصادر سياسية في تل أبيب، الأربعاء، عن أن «نتنياهو أقام فريق عمل خاصاً ليفحص بعمق حقيقة موقف الجماهير الإسرائيلية منه ومن أدائه في الحرب، ومدى إمكانية التأثير عليه وتحسينه لصالح انتخابه مرة أخرى لرئاسة الحكومة».
زيارة إلى واشنطن لحشد الدعم
ومن بين المقترحات التي يجري فحصها، بحسب المصادر، تنظيم «زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة يتم فيها استقبال نتنياهو في البيت الأبيض وإبراز علاقات (الصداقة الحميمة) بينه وبين الرئيس دونالد ترمب بشكل شخصي وإظهار نتنياهو زعيماً ذا وزن عالمي».
وتوجد اقتراحات عدة على الصعيد المحلي، بدأ تنفيذ بعضها جزئياً، تتحدث عن إقرار خطة لتعويض المواطنين الذين تضرروا من القصف الصاروخي الإيراني خلال الحرب، ورفع الرواتب، وتخفيض بعض أنواع الضرائب التي فرضت لغرض سد نفقات الحرب المتعددة الجبهات منذ 7 أكتوبر 2023.
وكانت الاستطلاعات في نهاية الأسبوع الماضي قد منحت نتنياهو ارتفاعاً ملموساً بأربعة مقاعد. ومع أن ثلاثة من هذه المقاعد جاءت إليه من جراء انخفاض شعبية حزب إيتمار بن غفير المتطرف، فقد رأى فيها نتنياهو مكسباً كبيراً وعدّها «بداية استرجاع جمهور المؤيدين» الذين تركوه بعد أن طرح خطة الانقلاب على منظومة الحكم والجهاز القضائي، وعقب إخفاقات 7 أكتوبر.
جاء في أحد الاستطلاعات أن 32 في المائة من الجمهور الإسرائيلي غيَّرَ موقفه من نتنياهو بشكل إيجابي بسبب الحرب على إيران (8 في المائة قالوا إنهم غيّروا رأيهم بشكل سلبي ونحو 54 في المائة قالوا إن موقفهم منه لم يتغير بعد الحرب). وأن الجمهور يفضل نتنياهو رئيساً للحكومة على جميع منافسيه. وحتى نفتالي بنيت، الذي كان يتغلب عليه قبل الحرب، هبط بنقاط عدة وأصبح نتنياهو قبله.
من أين تأتي المخاوف
لكن خيبة الأمل جاءت بعدما نُشر استطلاع رأي في موقع «والا»، مساء الثلاثاء، جاء فيه إن 52 في المائة من الجمهور يؤيد قرار نتنياهو بوقف الحرب على إيران، ولكن من دون أن ينسى الحرب على غزة.
وأظهر الاستطلاع أن 67 في المائة يريدون إعادة المحتجزين لدى «حماس» فوراً، حتى لو كان الثمن وقف هذه الحرب.
وجاء قلق إضافي، عبر استطلاع آخر من «القناة 12» للتلفزيون جاء فيه أن «63 في المائة من الجمهور يعتبر نتيجة الحرب انتصاراً ساحقاً على إيران (3 في المائة عدّوها نصراً لإيران)، إلا أن الجمهور يعزو هذا النصر للجيش وللموساد أكثر مما يرى فيه انتصاراً لنتنياهو، مع أنه يكثر من التصريح بأنه هو الذي وضع قضية إيران في رأس سلم الاهتمام وهو الذي أصدر الأوامر للقيادات الأمنية».
وعندما سُئل المستطلعون عن أي علامة تعطي لقادة الحرب، جاءت النتائج كما يلي: «7.6 من عشرة لرئيس الموساد ديفيد بارنياع، و7.2 لرئيس أركان الجيش إيال زامير، و5.6 لنتنياهو، و5 لوزير الدفاع يسرائيل كاتس».
وكان الجمهور يعطي نتنياهو درجة 3 – 4 على أدائه قبل الحرب، إلا أن الارتفاع الطفيف إلى 5.6 لا يرضيه، خصوصاً بعد تفضيل بارنياع وزامير عليه بهذا المقدار.
وعندما سُئل الجمهور كيف سيصوت لو جرت الانتخابات اليوم؟ حصل حزب نتنياهو (الليكود) على أكبر عدد من المقاعد، لكن اتضح أنه يرتفع بالأساس على حساب شركائه في الائتلاف وخصوصاً وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي أعادته الاستطلاعات الأخيرة إلى حجمه السابق المتراجع.
بينما لن يحصل نتنياهو -وفق الاستطلاع- من المعارضة سوى على مقعد واحد.
وفي المحصلة النهائية فإن الائتلاف الحكومي بقيادة نتنياهو سيخسر 19 مقعداً من قوته الحالية، ويهبط من 68 إلى 47 مقعداً (من أصل 120 مقعداً إجمالياً في الكنيست). ولا يستطيع تشكيل الحكومة.
لذلك يرى قسم من مساعدي نتنياهو أن عليه أن يتنازل عن فكرة تبكير موعد الانتخابات، والاستمرار في قيادة الائتلاف الحاكم الحالي.