وافق تحالف “أوبك+”، الأحد، على زيادة إنتاج النفط بواقع 137 ألف برميل يومياً في أكتوبر المقبل، ليواصل سلسلة إعادة الإمدادات المتوقفة إلى الأسواق، مستهدفاً استعادة حصته السوقية بعد سنوات من خفض المعروض، بحسب “بلومبرغ”.
يُشكل القرار بداية إعادة ضخ شريحة جديدة من الإمدادات بنحو 1.65 مليون برميل يومياً، كان من المقرر أن تبقى سارية حتى نهاية العام المقبل. في الشهر الماضي، أنهى التحالف في أغسطس عملياً شريحة تخفيضات طوعية التزمت بها ثماني دول منذ 2023 بمقدار 2.2 مليون برميل نفط يومياً، عبر زيادة الإنتاج بواقع 547 ألف برميل يومياً.
“في ضوء استقرار التوقعات للاقتصاد العالمي وأساسيات السوق الجيدة في الوقت الراهن، والتي تظهر في انخفاض مخزونات النفط، قررت الدول الثماني المشاركة تنفيذ تعديل في الإنتاج بمقدار 137 ألف برميل يومياً” وفق بيان صادر عن التحالف بعد اجتماع اليوم.
واجتمعت اليوم كل من السعودية، وروسيا، والعراق، والإمارات، والكويت، وكازاخستان، والجزائر، وسلطنة عمان.
السوق النفطية تبدي مرونة في مواجهة التحول
لم تتأثر أسعار النفط كثيراً منذ بداية تعزيز إنتاج أوبك+، والأسعار متراجعة بنحو 12% منذ بداية العام، تزامناً مع زيادة المعروض من أوبك+ وفي الوقت الذي يعزز فيه المنتجون من خارج التحالف إمداداتهم، فيما تزيد المخاوف بشأن الطلب مع فرض إدارة ترمب موجة من الرسوم الجمركية.
ومع ذلك، فقد أثبتت السوق عموماً مرونةً مفاجئة في مواجهة التحول في استراتيجية التحالف، مما منح التكتل ثقةً إضافيةً لإعادة المزيد من الخام إلى السوق. يُصدر المحللون تحذيرات متزايدة بشأن فائض وشيك في المعروض، ومع ذلك تظل الأسواق تتسم بالشح النسبي خلال صيف نصف الكرة الشمالي، وفق بلومبرغ.
قال التحالف في بيانه إنه يمكن أن يعيد ضخ إمدادات بواقع 1.65 مليون برميل يومياً بشكل جزئي أو كلي وفقاً لتطورات أوضاع السوق وعلى نحو تدريجي. في الوقت ذاته، قالت “بلومبرغ” إن أوبك+ ستعيد ضخ تلك الإمدادات على مراحل حتى أغسطس 2026.
أوبك ترفع توقعاتها لنمو الطلب على النفط
رفعت منظمة “أوبك”، في الشهر الماضي وللمرة الأولى هذا العام، توقعاتها لنمو الطلب على النفط خلال 2026 إلى 1.4 مليون برميل يومياً، بارتفاع 100 ألف برميل عن توقعات الشهر الماضي. لكنها أبقت على توقعاتها لنمو الطلب هذا العام للشهر الخامس على التوالي.
مع ذلك، من المرجح أن يكون الحجم الفعلي أقل مما أُعلن عنه، إذ تواجه بعض الدول الأعضاء في المجموعة ضغوطاً لتعويض فائض الإمدادات السابق، والتخلي عن حصتها من زيادات الإنتاج، بينما تفتقر العديد من الدول إلى قدرات إضافية.
عوامل إيجابية محتملة قد تدعم أسعار الخام
هبط سعر غرب تكساس الوسيط بنسبة 2.5% لتتم تسويته يوم الجمعة دون مستوى 62 دولاراً للبرميل، منخفضاً بنسبة 3.3% هذا الأسبوع. وتراجع سعر خام برنت تسليم نوفمبر بنسبة 2.2% لتتم تسويته عند 65.50 دولار للبرميل.
في الوقت ذاته، فإن هناك بعض العوامل الإيجابية التي قد تدعم ارتفاع أسعار النفط في الأشهر المقبلة. إذ ستساهم احتياجات التدفئة في الشتاء تعزيز الطلب على نحو دوري، كما أن احتمال خفض الفائدة قد يدعم أسعار السلع الأساسية بما في ذلك الخام والديزل، وفق “بلومبرغ”. من المقرر أن يجتمع التحالف في الخامس من الشهر المقبل.
لقراءة المقال الأصلي، اضغط هنا
