قال رئيس الجمهورية جوزيف عون إن لبنان أمام فرصة بإمكانها أن تضعه على برّ الأمان، داعياً جميع اللبنانيين إلى مشاركته في بناء «هذا الوطن الذي لا بديل لنا عنه»، ومذكراً بأنه قال مراراً إنه لم يأت ليشتغل سياسة، «بل لأبني مع اللبنانيين من جديد».
وجاء كلام عون خلال استقباله، الثلاثاء، المجلس الجديد لجامعة «الروح القدس»، حيث قال: «لا نريد الشعبوية ولا الغوغائية ولا الشعارات الزائفة، نريد أن نحمي لبنان، وندفع إلى قيام الدولة من جديد بكل مؤسساتها السياسية والأمنية والقضائية والإدارية، ونطوي صفحة الماضي المؤلم، ونفتح صفحة المستقبل، مستخلصين العبر من الأخطاء التي ارتكبت بحق الدولة».
الرئيس عون أمام وفد من جامعة الروح القدس – الكسليك:أطمئن اللبنانيين إلى أننا أمام فرصة لا نريد أن تضيع في دوامة الأنانية والمصالح الذاتية والحسابات الطائفية والمذهبية والحزبية pic.twitter.com/ibiZsIqGZo
— Lebanese Presidency (@LBpresidency) September 2, 2025
وإذ شدد عون على أنه يتفهم هموم اللبنانيين وقلقهم ويدرك حجم معاناتهم، فإنه طمأنهم إلى «أننا أمام فرصة لا نريد أن تضيع في غياهب الأنانية والمصالح الذاتية والحسابات الطائفية أو المذهبية أو الحزبية. إن هذه الفرصة يمكن أن تضع لبنان على برّ الأمان وتحمي وطننا من شظايا البركان المتفجر في المنطقة، ولا بد من التضامن الوطني للوصول إلى حماية لبنان».
مواكبة التطور
وقال: «إن يدي بيد جميع اللبنانيين لمواجهة التحدي الذي قبلته يوم انتخبت رئيساً للجمهورية. ويهمنا أن نبني وطناً يواكب التطور. لذلك آليت على نفسي أن أعمل لأعيد إلى لبنان مجده وتألقه. ولن يتحقق ذلك إذا لم يؤمن اللبنانيون بوطنهم ويعملون على تجاوز كل المصالح الضيقة بهدف التركيز على المصلحة الوطنية العليا».
وأتت دعوة عون للبنانيين، قبل يومين من موعد جلسة الحكومة التي يفترض أن يطرح خلال خطة الجيش لـ«حصرية السلاح بيد الدولة»، حيث تتجه الأنظار لما سيكون عليه موقف «الثنائي الشيعي» (حزب الله وحركة أمل)، وما ستنتهي إليه.
بو صعب: جلسة هادئة
وفي هذا الإطار، قال نائب رئيس البرلمان إلياس بو صعب، بعد لقائه رئيس الحكومة نواف سلام: «الأجواء تتجه نحو جلسة هادئة بشكل أساسي وبعيدة من الخلافات الإضافية، على أمل أن تُترجم إلى خطوات إصلاحية حقيقية، سواء في الشق المالي أو الاقتصادي أو الأمني».
اجتمع رئيس #مجلس_الوزراء الدكتور #نواف_سلام في السرايا مع نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب الذي قال بعد الاجتماع:”كان لقاء مع دولة الرئيس نواف سلام، وتناولنا فيه العديد من المواضيع، أبرزها التعاون المستمر بين السلطتين التشريعية والتنفيذية. كما هو معلوم، فقد جرى إقرار عدد من… pic.twitter.com/3NFirCeuNL
— رئاسة مجلس الوزراء (@grandserail) September 2, 2025
وأوضح بو صعب الذي التقى أيضاً، الثلاثاء، رئيس البرلمان نبيه بري: «جلسة مجلس الوزراء يوم الجمعة، في محط أنظار اللبنانيين جميعاً، غير أنّ هناك بعض الأمور العالقة أمام نجاحها. وفي هذا الإطار، كان البحث مع رئيس الحكومة حول كيفية تسهيل انعقاد الجلسة وضمان نجاحها، بحيث لا يخرج اللبنانيون بخيبة أمل نتيجة الخلافات»، مشيراً «إلى أنّ جزءاً من المسؤولية يقع على عاتق رئيس الجمهورية لإيجاد المخرج المناسب، مع قناعتي بأنّ فخامته سيكون له دور أساسي في هذا الاتجاه».
«الكتائب»
وفي إطار مسار حصرية السلاح بيد الدولة، عبّر حزب «الكتائب» اللبنانية، خلال اجتماع مكتبه السياسي برئاسة النائب سامي الجميل، عن «ثقته الكاملة بأن المسار الذي بدأته الحكومة لحصر السلاح وتطبيق القانون على كامل الأراضي اللبنانية سيُستكمل في الجلسة المقبلة من خلال إقرار الخطة العملانية التي ستقدّمها قيادة الجيش تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء، بما يشكّل خطوة جدّية نحو استعادة سيادة الدولة وهيبة المؤسسات».
ونوّه «الكتائب» ببدء «مسار تسليم السلاح من المخيّمات، وهو ملف طال انتظاره، وأدّى في الماضي إلى مآسٍ كبيرة دفع فيها اللبنانيون، ولا سيما حزب (الكتائب)، الثمن الأغلى»، مؤكداً أن لا «استقرار فعلياً من دون حصرية السلاح بيد الدولة في كلّ بقعة من الأراضي اللبنانية».
وفي موازاة مسار فرض السيادة داخلياً، دعا حزب «الكتائب» «المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة، وتسليم الأسرى والموقوفين، ووقف الاعتداءات المتكرّرة على السيادة اللبنانية، تنفيذاً لقرارات الشرعية الدولية».
ورداً على دعوة رئيس البرلمان نبيه بري للحوار حول سلاح «حزب الله» بالقول «حزب (الكتائب)، الذي كان أول من دعا إلى مؤتمر للمصارحة والمصالحة بين اللبنانيين، يرحّب بأي دعوة إلى الحوار لكن بعد حصر السلاح بالدولة اللبنانية، بحيث يصبح عندها خطوة طبيعية نحو إعادة بناء الوطن وتثبيت مرتكزات الدولة وسيادتها».
«حزب الله»
في المقابل، لا يزال «حزب الله» على لسان مسؤوليه يدعو الحكومة اللبنانية للتراجع عن قرارها حول حصرية السلاح، وهو ما تحدث عنه وفد «حزب الله» الذي التقى، الثلاثاء، شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى.
وضم الوفد النائب أمين شري، وعضو المكتب السياسي الشيخ عبد المجيد عمار، ومسؤول الحزب في جبل لبنان بلال داغر، وعلي المولى.
وبعد اللقاء، قال الشيخ عمار باسم الوفد: «كان اللقاء مناسبة لجولة أفق واسعة فيما يتعلق بالوضع اللبناني، خاصة في القرار غير الميثاقي الذي صدر عن هذه الحكومة فيما يتعلق بسلاح المقاومة، حيث نراهن على عقلاء هذا البلد بالضغط على هذه الحكومة، لكي تعود إلى رشدها وإلى عقلانيتها ومقاربة المسألة من خلال التحديات التي يواجهها هذا البلد».
وأضاف: «كيف يمكن لحكومة أن تأخذ قراراً فيما لا يزال هذا العدو رابضاً على أرضها ويحتل الأرض والسماء والبحار ويهدّد بشتى أنواع التهديدات، بالتالي نحن نراهن على عقلاء هذا البلد ونحن مع إطلاق أوسع ما يمكن من حوار بين كل مكونات البلد، للوصول إلى رؤى ومقاربات مشتركة، فيما يمكن للبنان أن يستحقه من بناء ودعم هذه الدولة».