
فاطمة العثمان _ لبنان
لاقى تعيين رئاسة الجمهورية السفير سيمون كرم لترؤس الوفد اللبناني في اجتماعات اللجنة التقنية- العسكرية مع الجانب الأميركي “الميكانيزم”، صباح اليوم الأربعاء في إطار الوساطة الدولية الخاصة بملف الحدود ترحيباً واسعاً في أوساط الأحزاب اللبنانية.
وقابلت إسرائيل هذه الخطوة بإيفاد ممثل عن مجلس الأمن القومي الإسرائيلي إلى لبنان للمشاركة في لقاء يضم جهات حكومية واقتصادية لبنانية، وفق ما أعلن مكتب نتنياهو.
ووسط التهويل الإعلامي الأميركي والعبري حول تصعيد عسكري إسرائيلي كبير محتمل في لبنان، في حال استمر عجز الحكومة اللبنانية عن نزع سلاح حزب الله، بالتزامن مع تصريحات أميركية وإسرائيلية بهذا الخصوص، يرى البعض في تعيين السفير كرم متنفّساً للبنان، خاصة وأن كرم يعتبر معارضاً شرساً لحزب الله.
من هو سيمون كرم؟
عُيّن كرم سفيراً عام 1992 سفيراً للبنان لدى الولايات المتحدة الأميركية، وقدّم أوراق اعتماده للرئيس الأميركي جورج بوش الأب في 8 أيلول/سبتمبر من العام نفسه، ليقوم بتقديم استقالته بشكل مفاجئ في آب 1993، وسط حديث عن اعتراضه على الأداء السياسي للسلطات آنذاك، ثم عاد بعد ذلك إلى لبنان، واستأنف عمله في المحاماة.
وكان كرم عضواً في لقاء قرنة شهوان في مطلع عام 2000، وشارك في الحوارات الوطنية التي سبقت انتفاضة الاستقلال عام 2005، كما كان قريباً من الصحافي الراحل جبران تويني، وأعلن مراراً قناعته بأن اغتياله جاء في سياق مواجهة المشروع السيادي اللبناني.
ويُعرف كرم بمواقفه الحادّة تجاه النفوذ السوري في لبنان، وتجاه السلاح خارج الدولة، وبخطابه المباشر الذي لا يجامل، فهل سيجنّب تعيينه لبنان الحرب؟
يعتبر محللون أن تعيين كرم ومسألة حصول حرب إسرائيلية جديدة في لبنان أمران مترابطان، مع الإشارة إلى أن الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل تميزيان بين المسارين التفاوضي والعسكري.
فيما يخص المسار التفاوضي، فهو يهدف إلى إنتاج تفاهمات بين لبنان وإسرائيل حول المسائل المتعلقة بالترسيم والنقاط المختلَف حولها.
أما الشق العسكري، فهو متعلق بإمكانات الدولة اللبنانية في نزع سلاح حزب الله، فإن لم تكن قادرة على ذلك سوف تنهي إسرائيل هذا الملف بنفسها.
وبالتزامن مع تعيين سيمون كرم في لجنة التفاوض المدنية، تحدث وزير الاقتصاد والصناعة الإسرائيلي عن احتمال إقامة علاقات اقتصادية مع لبنان بشكل إيجابي بعد التأكد من إزالة التهديد الأمني، أي سلاح حزب الله.
وفي هذا السياق، يرى محللون أن هذه الخطوات ما هي إلا دلالات على أن لبنان دخل جدياً في أولى خطوات اتفاقية السلام مع إسرائيل، بدءاً من تعيين سيمون كرم الذي يعد من أبرز وجوه قوى 14 آذار في لجنة التفاوض، مروراً بتصريحات رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام حول عدم جدوى بقاء سلاح حزب الله الذي ” أثبت أنه لم يعد قادراً على حماية لبنان”، وصولاً إلى التصريحات الإسرائيلية حول علاقات اقتصادية مستقبلية محتملة مع لبنان، وسط معلومات تؤكد موافقة حزب الله نزع سلاحه دون الإفصاح عن ذلك بشكل علني، شريطة إيجاد مخرج “مشرّف” له أمام جمهوره.
وعلى الرغم من المخاوف الشعبية من اندلاع حرب جديدة، إلا أن الانتهاكات الاسرائيلية لم تتوقف منذ توقيع اتفاقية وقف اطلاق النار حيث أن الاغتيالات لعناصر حزب الله لم تتوقف، ناهيك عن استهداف عشرات المواقع في جنوب لبنان، حيث زعمت إسرائيل إنها مستودعات أسلحة تابعة لحزب الله.

