استبعاد المعلمين جرى دون بيان رسمي أو إجابات واضحة
التزمت وزارة التعليم الصمت تجاه استفسارات “أخبار 24” بشأن قضية المعلمين المستبعَدين من الوظائف التعليمية (رغم ترشيحهم) مطلع العام الهجري الحالي، والتي تسيطر على حديث المجالس ومواقع التواصل الاجتماعي منذ شهرين تقريبًا.
ابتهال: استقلت من عملي للحاق بوظيفتي “الحلم” ففُوجئت بالاستبعاد
القصة بدأت عندما أعلنت وزارة التعليم عن أكثر من 10 آلاف وظيفة تعليمية في رمضان الماضي عبر منصة “جدارات”، ليتقدم الآلاف من المعلمين، ويتم ترشيح عدد كبير منهم، وجرى تسجيلهم في نظام “فارس”، ومن ثَمّ عُقدت معهم مقابلات شخصية في إدارات التعليم، واجتازوها بالفعل، في تسلسل زمني محدد لهذه الإجراءات.
لم تكن نهاية تلك الإجراءات هي مباشرتهم لمهامهم الوظيفية، فبعد أن مكث المرشحون في انتظار رسالة الفحص الطبي وهي من آخِر مراحل التعيين، فُوجئوا بقرار استبعادهم – معلمون مع وقف التنفيذ- ، دون بيان رسمي أو إجابات واضحة.
ابتهال محمد هي معلمة ممن تضررن من قرار الاستبعاد، قالت في حديثها لـ”أخبار 24″ إنها استقالت من عملها بهدف اللحاق بوظيفتها “الحلم”، لتُفاجأ باستبعادها بعد أن كانت على أعتاب العمل.
حال ابتهال كان نفسه لدى يوسف القرني، وهو شاب كان يعمل في شركة كبيرة بمدينة أبها، أشاروا عليه في المقابلة الشخصية في إدارة التعليم أن يستقيل لكي لا تتعرقل إجراءات عقده الجديد، ليستقيل بالفعل لكنه فُوجئ بالاستبعاد، ليجد نفسه قد “فقد العصفور الذي كان بيده والعصفور الذي كان على الشجرة”.
داود الشريان: الوزير اعتذر عن الضبابية لكنه لمْ يبددها
وكانت الوزارة قد أصدرت ما يُعرف بـ”دليل الأسئلة الشائعة” الذي أجبر الكثير من المرشحين على تقديم استقالاتهم من وظائفهم؛ لأن نظام العمل يتطلب إخلاء الطرف من الوظيفة السابقة قبل المباشرة على الوظيفة الحالية.
وفي السياق ذاته، قالت سلطانة الطلاحين التي ابتهجت فرحًا بخبر ترشيحها، إنها تفاجأت بخبر استبعادها هي وزملائها في تاريخ الثامن من محرم 1447هـ، واصفة ما جرى بأنه “أجواء ضبابية” تفتقد للشفافية.
وبنبرة تفيض بالحسرة، أضاف أحمد القرني، أنه استقال من وظيفته، والتزم بديون مالية، بغية أن يسددها حال استلامه راتبه الجديد، ولكن ذلك الحلم لم يكتمل.
وكان الصحفي مالك الروقي قد طرح سؤالاً حول هذه القضية على وزير التعليم يوسف البنيان في المؤتمر الصحفي الذي عقده مؤخراً، وعدّ الصحفي أن ما حدث تشوبه “ضبابية” ليرد الوزير قائلاً: “نعتذر عن الضبابية”، ثم تحدث عن خطة جديدة ستتبعها وزارته لتأهيل المعلمين من العام القادم، تتمثل في انخراطهم لدراسة ماجستير مهني قبل التعيين”.
وقال الصحفي داود الشريان معقبًا على تصريح البنيان، إن الوزير اعتذر عن الضبابية ولكنه لمْ يبددها، معتبراً أن المشكلة ليست فردية بل خلل إداري يحتاج إلى وقفة جادّة.