جدّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم، يوم الجمعة، دعوتهما لوقف إطلاق النار في غزة، خلال استقبال ماكرون لضيفه في باريس.
وقال ماكرون، في إشارة إلى الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة «حماس»: «بلدانا يدعوان، أكثر من أي وقت مضى، إلى وقف إطلاق النار، والإفراج عن الرهائن، وإيصال المساعدات»، وفقاً لوكالة «رويترز».
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يوم الثلاثاء، أن إسرائيل وافقت على الشروط اللازمة لإتمام وقف إطلاق نار لمدة 60 يوماً مع «حماس»، على أن تعمل مختلف الأطراف خلال هذه الهدنة على إنهاء الحرب.
وأعلنت حركة «حماس» الفلسطينية، يوم الجمعة، قبولها اقتراح الوسطاء بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، في حين كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن كثير من تفاصيل الاتفاق.
وقالت «حماس»، في بيان، إنها «أكملت مشاوراتها الداخلية ومع الفصائل والقوى الفلسطينية حول مقترح الوسطاء الأخير لوقف العدوان على شعبنا في غزة، وقامت الحركة بتسليم الرد للإخوة الوسطاء، الذي اتسم بالإيجابية».
وأضافت الحركة، في ردّها، أن «الحركة جاهزة بكل جدية للدخول فوراً في جولة مفاوضات حول آلية تنفيذ هذا الإطار».
لكن موقع «واي نت» الإخباري الإسرائيلي قال إن «حماس» طلبت إجراء تعديلات طفيفة على الاتفاق، تشمل إعادة تنظيم آلية إدخال المساعدات الإنسانية، وفقاً لتفاهمات الهدنة السابقة.
«ينبغي وجود طرفين لصنع السلام»
وأعلنت ماليزيا، الجمعة، «دعمها» لمبادرة فرنسا الهادفة إلى إحياء حلّ الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين، فيما أبدى إيمانويل ماكرون عزمه على «مواصلتها في أسرع وقت».
وقال رئيس الوزراء الماليزي أنور ابراهيم، لدى وصوله إلى قصر الإليزيه في باريس، حيث كان الرئيس الفرنسي في استقباله: «أنا مهتم بالتأكيد بمبادرتكم لمحاولة حلّ النزاع القائم في غزة».
وأضاف، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية: «لقد ندّدنا بالقصف المستمر والفظائع التي ترتكب بحقّ المدنيين من نساء وأطفال. عار على المجتمع الدولي أن يكون عاجزاً عن وضع حدّ لها».
وتابع رئيس وزراء ماليزيا، ذات الغالبية المسلمة، التي لا تعترف راهناً بإسرائيل: «من هنا، نحن ندعم مبادرتكم. ينبغي وجود طرفين لصنع السلام، أوافقكم (على ذلك)، وهذا يعني أننا نؤيد حلّ الدولتين».
وكان مقرراً أن يترأس ماكرون في 18 يونيو (حزيران) في الأمم المتحدة، إلى جانب السعودية، مؤتمراً دولياً لإحياء حلّ الدولتين. لكن الضربات الإسرائيلية ثم الأميركية على إيران أجبرته على إرجاء هذا الموعد.
ويعتزم ماكرون في هذا المؤتمر الاعتراف بدولة فلسطين. وهو يحاول إقناع دول في العالمين العربي والإسلامي بالقيام بخطوة نحو الاعتراف بدولة إسرائيل.
وصرّح ماكرون، مساء الجمعة، إلى جانب أنور ابراهيم بأن «الدينامية التي أطلقناها من أجل المؤتمر الدولي بهدف تنفيذ حلّ الدولتين، بالتعاون مع المملكة العربية السعودية، ينبغي أن تتواصل في أسرع وقت».
وأجرى ماكرون، الخميس، محادثات هاتفية مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لمناقشة تحديد موعد جديد للمؤتم
من جهته، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، الجمعة، خلال زيارته روسيا: «نتباحث مع فرنسا لتحديد موعد ملائم، وأتوقع ألا يتأخر المؤتمر»، واعداً بإعلان موعد «في الأيام المقبلة (…) بحلول نهاية هذا الأسبوع».
وترغب فرنسا في تجنب تزامن انعقاد المؤتمر مع الجمعية العامة السنوية للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول). وقال ماكرون، الأسبوع الفائت، إنه «يأمل» في إطلاق مبادرته خلال شهر يوليو (تموز).