تتجه أنظار المجتمع العلمي والثقافي والدبلوماسي حول العالم إلى السويد والنرويج، حيث من المقرر الإعلان عن الفائزين بجوائز نوبل لعام 2025، خلال الفترة من 6 إلى 13 أكتوبر، والتي تُعدّ من أرفع الجوائز العالمية في مجالات الطب، والفيزياء، والكيمياء، والأدب، والسلام، والاقتصاد.
وتقام احتفالات توزيع جميع الجوائز سنويًا في مدينة ستوكهولم بالسويد، باستثناء حفل جائزة نوبل للسلام الذي يقام في مدينة أوسلو عاصمة النرويج.
وحدّدت المؤسسات المانحة للجوائز مواعيد الإعلان عن جوائز نوبل لعام 2025 على النحو التالي:
مواعيد الإعلان عن جوائز نوبل
جائزة نوبل في الطب أو علم وظائف الأعضاء، الاثنين 6 أكتوبر، الساعة 11:30 صباحاً بتوقيت وسط أوروبا (10:30 بتوقيت جرينتش)
جائزة نوبل في الفيزياء، الثلاثاء 7 أكتوبر، الساعة 11:45 صباحاً
جائزة نوبل في الكيمياء، الأربعاء 8 أكتوبر، الساعة 11:45 صباحاً
جائزة نوبل في الأدب، الخميس 9 أكتوبر، الساعة 13:00 مساءً
جائزة نوبل للسلام، الجمعة 10 أكتوبر، الساعة 11:00 صباحاً
جائزة نوبل في العلوم الاقتصادية، الاثنين 13 أكتوبر، الساعة 11:45 صباحاً
ما هي جوائز نوبل؟
تُمنح جوائز نوبل سنوياً تكريماً للأفراد أو المؤسسات الذين قدّموا مساهمات بارزة في مجالات مختلفة تخدم البشرية، وفقاً لوصية العالم والمخترع السويدي ألفريد نوبل (1833–1896) الذي اخترع الديناميت، بأن تُستخدم معظم ثروته لهذا الغرض.
وتُعلن أسماء الفائزين في شهر أكتوبر من كل عام، بينما تُسلّم الجوائز رسمياً في حفل يقام في 10 ديسمبر، وهو تاريخ وفاة نوبل.
في عام 1901 مُنحت الجوائز لأول مرة في كل من الفيزياء، والكيمياء، والطب، والأدب، والسلام.
وفي عام 1969 أضيفت “جائزة بنك السويد في العلوم الاقتصادية تخليداً لذكرى ألفريد نوبل” بمبادرة من البنك المركزي السويدي.
جهات اختيار الفائزين بجوائز نوبل:
يجري اختيار الفائزين بجوائز نوبل من خلال لجان متخصصة وهيئات علمية وأكاديمية مختلفة، تحددها وصية ألفريد نوبل، ولكل جائزة جهة مانحة مستقلة، وهي كالتالي:
جوائز نوبل في الفيزياء والكيمياء والعلوم الاقتصادية.. تختارها الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم (Royal Swedish Academy of Sciences).
جائزة نوبل في الطب أو علم وظائف الأعضاء.. يختارها معهد كارولينسكا (Karolinska Institutet) في ستوكهولم عبر “جمعية نوبل”.
جائزة نوبل في الأدب.. تختارها الأكاديمية السويدية (Swedish Academy).
جائزة نوبل للسلام.. تختارها اللجنة النرويجية لنوبل (Norwegian Nobel Committee)، المكوّنة من 5 أعضاء يُنتخبون من البرلمان النرويجي (Storting).
آلية اختيار الفائزين بجوائز نوبل
كل عام تُرسل آلاف “الاستمارات السرّية” للترشيح إلى أساتذة جامعات، وباحثين، ومؤسسات أكاديمية، وبرلمانيين، وفائزين سابقين بالجائزة، ولا يمكن لأي شخص أن يرشح نفسه للجائزة.
وعادة ما تُقدَّم الترشيحات قبل نهاية يناير من كل عام، وبعد ذلك تتبدأ لجان متخصصة مراجعة الترشيحات بدقة، وربما تستمر المراجعة أشهر عدة، وتشمل مشاورات علمية وأدبية وسياسية (في حالة السلام)، ويتم استبعاد الأسماء غير المستوفية للشروط.
وتظل أسماء المرشحين، والمناقشات، والتقارير سرية لمدة 50 عاماً، وبعد مرور هذه المدة، يمكن للباحثين الاطلاع على أرشيف الترشيحات.
ويُطلق على الفائزين بالجوائز بالإنجليزية “laureates”، في إشارة إلى إكليل الغار الذي كان يُمنح للفائزين في المسابقات في اليونان القديمة.
ويمكن تقاسم الجائزة بين 3 فائزين كحد أقصى.
جدير بالذكر أن هناك سنوات عدة لم تُمنح فيها الجائزة، خاصة خلال الحربين العالميتين.
وتنص قواعد مؤسسة نوبل على أنه إذا لم يكن هناك من يستحق الجائزة في فئة معينة، تُحجب ويُحتفظ بأموالها للعام التالي.
ما الذي يحصل عليه الفائز بجائزة نوبل؟
يحصل الفائز بجائزة نوبل على ما يلي:
ميدالية ذهبية (عيار 18 قيراطاً، منقوشة باسم الفائز وسنة الجائزة)
شهادة رسمية تحمل اسم الفائز ومجال الجائزة
مكافأة مالية كبيرة (حالياً تبلغ 11 مليون كرونة سويدية، أي نحو مليون دولار أميركي) تُقسَّم بين الفائزين عند وجود أكثر من فائز.
جائزة نوبل المالية
في 27 نوفمبر 1895، وقّع ألفريد نوبل وصيته الشهيرة قبل عام من وفاته، والتي نصّت على تخصيص معظم ثروته، أكثر من 31 مليون كرونة سويدية آنذاك (ما يعادل نحو 2.2 مليار كرونة حالياً) لإنشاء صندوق يُستثمر في “أوراق مالية آمنة”.
وأوصى نوبل بأن تُوزّع عائدات هذا الاستثمار سنوياً على شكل جوائز تُمنح “لأولئك الذين قدّموا خلال العام السابق أعظم فائدة للبشرية”.
تُظهر السجلات أن قيمة جائزة نوبل تطوّرت عبر السنوات، سواء من حيث القيمة الاسمية بالكرونة السويدية أو من حيث القوة الشرائية مقارنة بالجائزة الأصلية عام 1901.
وتم تحديد قيمة جائزة نوبل لعام 2025 بمبلغ 11 مليون كرونة سويدية لكل جائزة كاملة، تُمنح للفائزين إلى جانب الميدالية الذهبية والشهادة الرسمية.
شهادة جائزة نوبل
تُعد شهادة جائزة نوبل عملاً فنياً فريداً، إذ تُصمَّم كل واحدة بشكل خاص من قِبَل المؤسسة المانحة للجائزة، وتُمنح للفائزين إلى جانب الميدالية وشيك بالمبلغ.
ويختلف تصميم الشهادة من جائزة إلى أخرى، وتُنفّذ باستخدام مواد وتقنيات فنية عالية الجودة.
شهادة الأدب.. تُكتب على الرق (جلد مُعالج خصيصاً)، باستخدام تقنيات مشابهة لتلك التي استخدمها فنانو المخطوطات في العصور الوسطى.
شهادات الجوائز الأخرى.. تُنفّذ على ورق يدوي خاص يُطلب خصيصاً لهذا الغرض.
ورغم تنوّع التصاميم الفنية للشهادات عبر السنوات، فإن النص المكتوب عليها يتبع نمطاً ثابتاً باللغتين السويدية والنرويجية.
الشهادات السويدية.. (الفيزياء، والكيمياء، والطب، والأدب، والاقتصاد) تتضمن اسم الفائز أو الفائزين، وسبب منح الجائزة.
الشهادة النرويجية.. (جائزة السلام) لا تتضمن سبباً منح الجائزة.
كما أن جميع الشهادات مزوّدة بمنمقات ذهبية خاصة تحمل الأحرف الأولى للفائز، وتُطبع أيضاً على الصناديق التي تحفظ الدبلومات، والمصنوعة من ورق مقوّى رمادي مبطن من الداخل بجلد حيواني ناعم.
ميدالية نوبل الذهبية
منذ عام 1901، ارتبطت ميداليات جائزة نوبل بالعديد من القصص اللافتة، من بينها إذابة 3 ميداليات في الدنمارك لإخفائها عن النازيين، وتبادل خاطئ بين ميداليتين استغرق تصحيحه 4 سنوات، وحتى حادثة في مطار فارجو الأميركي حيث ظهرت إحدى الميداليات سوداء تماماً في جهاز الأشعة السينية، ما أثار ارتباكاً لدى الأمن.
في عام 1902، تسلّم الفائزون أول ميداليات “حقيقية” لجائزة نوبل في الفيزياء والكيمياء والطب والأدب، من تصميم النحات والنقّاش السويدي إريك ليندبرج.
أما قبل ذلك بعام، فقد مُنحت ميداليات مؤقتة من معدن أقل قيمة، بسبب عدم اكتمال تصميم الوجه الخلفي للميداليات السويدية في الوقت المناسب.
تُظهر الميدالية وجْه ألفريد نوبل بنقش بارز، مع اسمه وسنوات ميلاده ووفاته، أما الوجه الخلفي فيختلف حسب الجائزة:
الفيزياء والكيمياء والطب والأدب: تحمل عبارة لاتينية واحدة: Inventas vitam iuvat excoluisse per artes (من خلال الفنون، نُحسّن الحياة التي اخترعناها)، مع رموز فنية مختلفة.
السلام: Pro pace et fraternitate gentium (من أجل السلام والأخوّة بين الشعوب).
الاقتصاد: لا تحمل أي عبارة.
تُنقش أسماء الفائزين على لوحة ظاهرة في الميداليات السويدية، بينما تُنقش على الحافة في ميداليات السلام والاقتصاد، ما أدى إلى خطأ في عام 1975 حين جرى تبادل ميداليات الفائزين الروسي ليونيد كانتوروفيتش والأميركي تشالينج كوبمانز، واستغرق الأمر 4 سنوات من الجهود الدبلوماسية لتصحيح الخطأ.
حتى عام 1980، كانت الميداليات تُصنع من الذهب عيار 23 وتزن نحو 200 جرام، ومنذ ذلك الحين أصبحت من ذهب عيار 18 معاد تدويره، بوزن 175 جراماً (باستثناء ميدالية الاقتصاد التي تزن 185 جراماً)، وقطرها 66 ملم.