عبّر فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) الخميس، عن مخاوفه من موت أطفال يعانون من سوء التغذية في غزة إذا لم تتوفر فوراً المخصصات العاجلة خلال العملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة غزة.
وذكر لازاريني أن بيانات الأونروا أظهرت زيادة عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في مدينة غزة بواقع ستة أمثال منذ مارس.
وقال خلال اجتماع لنادي الصحافيين في جنيف “لدينا سكان ضعفاء للغاية سيتعرضون لعملية عسكرية كبيرة جديدة… ببساطة لن يكون لدى الكثير منهم القوة اللازمة للقيام بنزوح جديد”.
وأضاف باللغة الفرنسية، متحدثاً عن الأطفال، “لن ينجو كثير منهم… إنها مجاعة مصطنعة ومفتعلة، إنها متعمدة، استُخدم الغذاء كأداة حرب”.
وأفاد مرصد عالمي للجوع في مايو، بأن نصف مليون شخص في قطاع غزة يتعرضون للجوع، لكنه امتنع عن استخدام مصطلح المجاعة.
إنذارات إخلاء للمنظمات الطبية بمدينة غزة
وبدأ الجيش الإسرائيلي الخميس، إرسال “إنذارات أولية” إلى الفرق والمنظمات الطبية والدولية في شمال قطاع غزة، قبيل العملية البرية لفرض السيطرة الكاملة على مدينة غزة.
وقال الجيش، إنه في إطار استعداداته لما سماه “إجلاء” السكان المدنيين من مدينة غزة إلى جنوب القطاع، أبلغ ضباط من إدارة التنسيق والارتباط لغزة التابعة لوحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق (COGAT)، الثلاثاء، مسؤولي الصحة ومنظمات الإغاثة في شمال القطاع بأن عليهم “الاستعداد لتحرك السكان نحو جنوب قطاع غزة”.
وأضاف، أنه أبلغ المنظمات بأنه سيكون هناك إخلاءً كاملاً لمدينة غزة إلى جنوب القطاع، وقال إن هذا يتطلب من الفرق والمنظمات الطبية “إعداد خطة لنقل المعدات الطبية من الشمال إلى الجنوب”.
“إسرائيل تواصل منع المساعدات”
والأربعاء، قالت منظمات إغاثية دولية إنها لم تتمكن من إدخال المواد المستخدمة في الإيواء إلى غزة، على الرغم من مزاعم إسرائيل برفع القيود المفروضة على مثل هذه الإمدادات، وحذرت من أن استمرار التأخير قد يتسبب في قتل المزيد من الفلسطينيين.
وأوضح المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ينس لايركه: “الأمم المتحدة، والشركاء لم يتمكنوا من إدخال مواد الإيواء بعد الإعلان الإسرائيلي.. هناك مجموعة من العوائق التي لا تزال بحاجة إلى المعالجة، بما في ذلك التخليص الجمركي الإسرائيلي”.
وبحسب المنظمات فإن إسرائيل تمنع تسليم المواد اللازمة للملاجئ والخيام منذ ما يقرب من 6 أشهر، وكانت أعمدة الخيام مدرجة في السابق ضمن العناصر التي اعتبرتها إسرائيل أنها ربما تستخدم لأغراض عسكرية إلى جانب الاستخدام المدني.
ومع تزايد القلق الدولي إزاء محنة الفلسطينيين، واستمرار الحرب في غزة أعلنت إسرائيل، الشهر الماضي، إجراءات للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى القطاع، وقالت في مطلع الأسبوع إنها ستبدأ في السماح بدخول المواد التي تستخدم في إنشاء الخيام اعتباراً من الأحد.
لكن مسؤولين من 5 منظمات إغاثية، من بينها وكالات تابعة للأمم المتحدة، قالوا إن مواد الإيواء التي يحتاجها عدد كبير من النازحين الفلسطينيين لم تصل بعد إلى غزة، وأنحوا باللائمة على العقبات البيروقراطية الإسرائيلية، وفق “رويترز”.