أعلن وزير الداخلية الألماني، ألكسندر دوبريندت، الثلاثاء، إطلاق وحدة شرطية فيدرالية جديدة لمكافحة الطائرات المسيرة، في ظل تزايد المخاوف الأوروبية بشأن زيادة عدد الطائرات المسيرة المشبوهة التي تحلق فوق المواقع العسكرية ومنشآت البنية التحتية الحيوية، حسبما أوردت مجلة “بوليتيكو”.
وأضاف دوبريندت في فعاليةٍ نُظمت خارج برلين، أن هذه الوحدة ستكون جزءاً من ذراع العمليات الخاصة الوطنية للشرطة الفيدرالية في ألمانيا، وسيتم تدريبها واعتمادها خصيصاً لرصد الطائرات المسيرة وتحييدها.
وسيزداد عدد أفراد الوحدة في نهاية المطاف إلى 130 ضابطاً، وستنتشر في جميع أنحاء ألمانيا، وستكون قادرة على الانتقال بسرعة إلى أي مكان عند الحاجة.
وأشار وزير الداخلية الألماني، إلى أن بلاده خصصت أكثر من 100 مليون يورو لهذا العام والعام المقبل لتكنولوجيا مكافحة الطائرات المسيرة. وتشمل هذه الخطة، أجهزة استشعار وتشويش مصممة لتعطيل إشارات الطائرات المسيرة المعادية، مع القدرة على اعتراضها أو إسقاطها عند الضرورة.
وقال دوبريندت: “إنها إشارةٌ مهمةٌ على أننا نواجه تهديداتٍ هجينة. نحن نُنشئ مهمةً واضحةً للكشف عن الطائرات المسيرة واعتراضها، بل وإسقاطها أيضاً عند الضرورة. لا يُمكننا قبول أن تُصبح التهديدات الهجينة، بما في ذلك الطائرات المسيرة، خطراً على أمننا”.
وصرح دوبريندت، أن ألمانيا ستشتري أنظمة من مصنعين ألمان وإسرائيليين، مع توقع المزيد من المشتريات في الأشهر المقبلة.
جهود فيدرالية
ومن المقرر أن يقرر وزراء داخلية الولايات الألمانية، هذا الأسبوع، ما إذا كانوا سيُنشئون مركزاً مشتركاً على المستوى الفيدرالي والولايات لمكافحة الطائرات المسيرة، يجمع قوات الشرطة الفيدرالية والولائية والجيش لتنسيق الكشف والاستجابة.
وتُمثل الوحدة الجديدة في برلين، أهم خطوة حتى الآن نحو بناء قدرة وطنية دائمة لمكافحة الطائرات المسيرة. وقد رصدت أجهزة الأمن الألمانية مئات من حالات تحليق الطائرات المسيرة المشبوهة هذا العام، بما في ذلك بالقرب من الثكنات والمنشآت البحرية والبنية التحتية الحيوية.
ويحذر المسؤولون، من أن الطائرات المسيرة الصغيرة المتاحة تجارياً، تُستخدم بشكل متزايد في أوروبا لأغراض التجسس واستكشاف الدفاعات والعمليات الهجينة. وقد وجهت بعض الحكومات الأوروبية أصابع الاتهام إلى روسيا، ولكن الأدلة غير متوفرة حتى الآن.
كما أُجبرت المطارات في جميع أنحاء أوروبا على الإغلاق؛ بسبب تحليق الطائرات المسيرة. وفي الشهر الماضي، أرسلت بريطانيا وفرنسا وألمانيا موظفين ومعدات لمساعدة بلجيكا في مواجهة توغلات الطائرات المسيرة حول المنشآت الحساسة.
وتحاول العديد من الدول معرفة كيفية التعامل مع الطائرات بدون طيار بطريقة آمنة وقانونية، حيث أن إسقاطها قد يعرض الأشخاص على الأرض للخطر.

